شهدت أسواق المال الخليجية أمس انخفاضات حادة بسبب المخاوف من تصعيد عسكري في سورية، تصدرها مؤشر سوق دبي بنسبة 7.01% فيما انخفض المؤشر السعودي 4.12%. وتأتي التراجعات في الخليج موازية لنظيراتها في الأسواق العالمية مع تزايد التوقعات بشن ضربات ضد النظام السوري. ورغم موجة الانخفاض للأسهم السعودية والتي أعادت المؤشر إلى دون حاجز 8 آلاف نقطة، بسبب المستجدات السياسية، والتي تزامنت مع جني الأرباح في آخر أسبوع من الشهر الحالي، إلا أن الخبير الاقتصادي علي الزهراني، استبعد استمرار هذا التأثير السلبي على السوق، متوقعاً أن يعاود الارتفاع بقوة خلال 3 أيام على أقل تقدير. وأرجع الزهراني الانخفاض الذي شهده سوق الأسهم خلال اليومين الماضيين إلى الأحداث السياسية في المنطقة، مما أثار مخاوف المستثمرين، لافتاً إلى أن المؤشر لن يستمر بالانخفاض وسيرتفع متعدياً الحاجز السابق الذي كان على مستوى 8100 نقطة خلال ثلاثة أيام على أقل تقدير مهما كانت القرارات الدولية بشأن الحرب على سورية. وبين الزهراني في حديثه ل"الوطن" أن الانخفاض طبيعي بحكم الأوضاع التي تمر بها المنطقة، مضيفاً: "الخوف في الأسواق ثلاثة أضعاف الطمع، خصوصا مع التطورات السريعة في القرارات السياسية"، إذ إن الخوف الذي يتملك المستثمر يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض حاد يفوق الارتفاع الذي كان يشهده. وأوضح أن منتصف 2014 سيشهد موجة ارتفاع في مؤشر الأسهم متجاوزاً حاجز 8800 وحتى 9000 نقطة، لافتاً إلى أن المؤشر جيد من الناحية الفنية، ولكن يحتاج أن يبقى على مستوى 7930 نقطة، إذا ما أراد مواصلة الارتفاع خلال الفترة القادمة، إضافة إلى أن التداولات خلال الأسبوعين القادمين ممكنة ولا توجد فيها أية إشكالية. وأرجع الزهراني الارتفاع الذي طرأ على المؤشر خلال الأسابيع الماضية إلى عدة أسباب، مضيفا أن "أساسيات السوق أبرز عوامل الارتفاع، ولو لاحظنا أن الأسواق العالمية وصلت مستويات عالية جداً خلال هذه الفترة، متجازوةً خسائر 2008"، متوقعاً أن الارتفاعات ستستمر حتى منتصف 2014، ومن ثم ستكون هناك بوادر هبوط كبير ستشهده الأسواق العالمية ككل. إلى ذلك، خسر مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس 331.94 نقطة بنسبة 4.12% ليغلق عند 7722.70 للجلسة بتداولات تجاوزت 8.4 مليارات ريال، حققت خلالها أسهم شركتين فقط ارتفاعاً في قيمتها فيما تراجعت أسهم 155 شركة أخرى وسط تداول 71 مليون سهم توزعت على أكثر من 167.1 ألف صفقة. وخليجيا سجلت أسواق المال كذلك انخفاضات حادة جاء في مقدمتها مؤشر سوق دبي بنسبة تجاوزت 7% فيما انخفض المؤشر الكويتي أكثر من 6%. وسجلت سوق الدوحة تراجعا أقل حدة بلغ 1.28%. وعلى الصعيد العالمي، انخفضت الأسهم الأميركية عند الفتح أمس بعد أن ذكرت مصادر أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في غضون أيام. ونزل مؤشر داو جونز الصناعي 58.97 نقطة أو 0.39% إلى 14887.49 نقطة، وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 10.8 نقاط أو 0.65% إلى 1645.98 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 41.86 نقطة أو 1.14% إلى 3615.7 نقطة. وفي جانب أسواق المعادن النفيسة والعملات، سجل الذهب أعلى مستوى في 11 أسبوعا أمس، مدعوما بمشتريات بغرض التحوط من مخاطر التوترات السياسية، إذ يقترب عمل عسكري قد يشنه الغرب على سورية. وارتفع الذهب في السوق الفورية إلى أعلى مستوياته منذ السابع من يونيو عند 1412.30 دولارا للأوقية (الأونصة)، جرى تداوله عند 1411.50 دولارا مرتفعا 0.5%. كما ارتفعت العقود الأميركية تسليم ديسمبر 18.50 دولارا إلى 1411.60 دولارا للأوقية. وانخفض سعر الدولار مقابل العملات التي تعد ملاذا آمناً لكنه ظل مستقرا بوجه عام، بينما تراجعت الأسهم الأوروبية في ظل القلق الذي دفع المستثمرين إلى البيع لجني الأرباح من الارتفاعات القوية في الفترة الأخيرة.