بحيرة التبخير كانت خارج النطاق العمراني لمحافظة رفحاء إلا أن زحف رفحاء السريع وتطورها وتمددها تجاوز موقع البحيرة حتى أصبحت وسط الأحياء السكنية، كون رفحاء اضطرت إلى التمدد شرقاً فقط. فأصبحت بحيرة التبخير مؤذية لجيرانها على مدى أكثر من 20 عاماً من نفعها وضررها، وقد بدأت قبل شهرين علميات تجفيف بحيرة التبخير بمحافظة رفحاء التابعة لمحطة تحلية المياه بالمحافظة، وتحويل تصريف المياه إلى البحيرات الجديدة خارج النطاق العمران، بعدما أنهي المشروع الذي تأخر كثيراً. سكان الأحياء المجاورة للبحيرة عانوا على مدى أكثر من عقدين من الروائح الكريهة الناتجة عن وجود كميات من المياه الراكدة بالبحيرة تقدر ب 2,4 ألف متر مكعب من المياه المرفوضة يومياً إضافة إلى لسعات البعوض الذي يتكاثر بشكل كبير في البحيرة الأمر الذي أدى ببعض سكان الأحياء الشرقية إلى هجرة منازلهم أو بيعها والسكن في أحياء بعيدة عن بحيرة التبخير، وقد عالجت إدراة المياه ذلك بتكثيف عمليات رش المبيدات حتى تم نقلها قبل أيام. ويقول عدد من سكان الأحياء الشرقية برفحاء السابقين منهم والحالين ل"الوطن" إنهم لم يستطيعوا الصبر على بحيرة التبخير في الماضي، مشيرين إلى أنهم صعدوا مطالباتهم إلى المجالس الرسمية بالمنطقة كالمجلس المحلي للمحافظة والمجلس البلدي ومجلس المنطقة، إضافة إلى مخاطبة عدد من مديري الإدارات الحكومية ذات العلاقة بالمحافظة، ومخاطبة الإدارة العامة للمياه بمنطقة الحدود الشمالية بسرعة نقل بحيرة التبخير خارج المحافظة واعتماد مشاريع نقلها خارج المحافظة نظراً لتوسط بحيرة التبخير لمنازلهم وتضررهم منها. ويتذكر أهالي المحافظة جيداً العديد من الحوادث في بحيرة التبخير كغرق مركبات مواطنين في البحيرة، وكان أبرز وأشد الحوادث حزناً وفاة شاب بالمرحلة المتوسطة غرقاً بالبحيرة عام 1999م أثناء ممارسته السباحة فيها، الأمر الذي أدى آن ذاك إلى وضع سياج وحراسات أمنية على البحيرة تخوفاً من تكرار حادثة الغرق، فيما كان المرشحون للمجالس البلدية بالمحافظة منذ بداية الانتخابات للمجالس البلدية بالسعودية عام 2004 م يستغلون "بحيرة التبخير" كدعاية لبرنامجهم الانتخابي استجداءً لأصوات أهالي الأحياء المتضررة من البحيرة، إذ كانت برامج بعض المرشحين لا تخلو من المطالبة بنقل بحيرة التبخير في حال فوزهم بعضوية المجلس. من جانبه، كشف مدير عام إدارة المياه بمنطقة الحدود الشمالية المهندس عافت الشراري ل"الوطن" أنه تم البدأ في عمليات تجفيف بحيرة التبخير القديمة وشفط المياه منها؛ استعداداً لنقلها إلى المشروع الجديد غرب رفحاء. وعن مصير بحيرة التبخير القديمة أكد الشراري أن أرضها ستسلم إلى البلدية نظراً لعودة ملكية الأرض للبلدية. وأضاف الشراري أنه لا يستطيع تحديد وقت لتشغيل محطة التحلية الجديدة نظراً لتأخر وعدم كفاءة المقاول، مشيراً إلى أن وقت تسليم المشروع كان قبل عام تقريباً، مضيفاً أنه تم التشغيل التجريبي لمحطة التحلية الجديدة قبل فترة.