وجه عدد من الأدباء السعوديين الذين يعتبرون من "جيل الرواد" سهام النقد إلى منظمي مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الذي سيعقد بعد غد لمدة ثلاثة أيام في رحاب المدينةالمنورة، وذلك ضمن فعاليات المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية، حيث اتهموا القائمين على التنظيم بتجاهل دعوة الكثير من "رواد الأدب" في المملكة، تحت مسمى "التجديد ومنح الفرصة للشباب" حسب تعبيرهم. وزاد من حدة الانتقادات تصريح الأمين العام لمؤتمر الأدباء الدكتور صالح معيض الغامدي ل"الوطن" الذي نشر بعدد يوم الخميس المنصرم، والذي قال فيه إن "أبرز ما يمكن ملاحظته في هذا المؤتمر أن للشباب السعودي المثقف من الجنسين حضورا كبيرا في المؤتمر، قد يفوق أي مؤتمر سابق، فهم من سيعوض أي غياب لأي مثقف أو أديب معروف لأي سبب كان". وقال الروائي أحمد الدويحي ل"الوطن": ما توحي به طريقة تنظيم هذا المؤتمر منذ البداية أن الأمر مجرد التفاف على طموحات المشهد الثقافي وتغييب واضح لأجيال قدمت الكثير للوطن. وأضاف: هل مبرر حضور الشباب وإعطائهم الفرصة، يستدعي تغييب العديد من الأسماء الأدبية اللامعة، مثل حسين علي حسين ومحمد علوان، وربما غيرهم العشرات من الرواد في جميع المجالات. وأضاف: حديث الدكتور صالح معيض مستفز جدا، حول أن التركيز على الشباب وأنهم من سيعوض أي غياب أو اعتذار من أديب معروف، وهو يعني في مضمونه العام، أن على الرواد أن يبقوا في بيوتهم. وقال الدويحي: المشكلة أن منظمي المؤتمر لم يسألوا أنفسهم: لماذا اعتذر من اعتذر، ولماذا قاطع من قاطع؟ أليس هذا يأتي في إطار الاحتجاج الصامت على تحويل المؤتمر من مؤتمر للحوار والنقاش حول قضايا ومشكلات الوسط الثقافي، إلى مؤتمر أكاديمي لا تسمع فيه إلا ما يلقى في قاعات محاضرات الجامعات؟ متابعا: الواضح أن اعتذارات الكثيرين ممن اعتذروا وهم مدعوون، تؤكد حالة الإحباط التي تسود الوسط الثقافي، بعد أن تراكم الغبار، على مدى عقود، على التوصيات والمقترحات التي كان من شأن تنفيذ ولو بعضها، أن يغير وجه الثقافة السعودية. فمن الواضح أن الوزارة لا تريد أو لا تستطيع تنفيذ أي من تلك التوصيات، فما الذي يجعل المثقف أو الأديب يتحمل التعب ويسافر لمثل هذه المؤتمرات؟ مختتما "الحقيقة أن المؤتمر أصبح مؤتمر الأكاديميين والصحفيين وبعض الوجوه الدائمة، ولم يعد مؤتمرا للمثقفين الحقيقيين". بدوره يرى الأديب القاص محمد منصور الشقحاء أن "الغضب تعالى من جميع الجهات". وقال ل"الوطن": هذا الغضب انصب على وزارة الثقافة والإعلام، واللجنة المنظمة والمحاور، فمع أن الاسم مؤتمر الأدباء السعوديين، وهذه دورته الرابعة، إلا أنه لم يكن هناك تركيز على المنتج وتطور التجربة. وطرح الشقحاء في نهاية حديثه ل"الوطن" بعض المقترحات منها: أن يكون مكان تنظيم المؤتمر ثابتا في الرياض، وقبل إعلان محاور أي مؤتمر مقبل، أن يتم طرح أسئلة واستقصاء آراء المثقفين والأدباء حول المحاور، ومن الإجابات التي تصل الوزارة تستخلص المحاور، وأن تختار الوزارة أسماء أدبية معروفة وإلزامها بالإغراء المعنوي والمادي لطرح أفكارها وتقديم ورقة تحمل بصماتها.