أكدت مصادر مسؤولة في قيادة أركان الجيش السوري الحر أن الصواريخ التي استخدمها نظام "الأسد" أول من أمس لتنفيذ مجزرة "الغوطة الشرقية"، التي ذهب ضحيتها أكثر من 1300 قتيل، روسية الصنع وسبق لموسكو أن أمدت النظام بها أخيراً، وأبرز عيوبها أنها لا تتمتع بدقة إصابة الهدف، ولا تتوافق مع أساليب الحرب الحديثة. وأكد المنسق السياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد في تصريحات إلى "الوطن" استخدام النظام لهذه الصواريخ التي حذر مختصون من عدم دقتها في إصابة الهدف، رغم أنها قادرة على حمل رؤوس غير تقليدية. إلى ذلك واصلت دمشق إنكار ما أكدته المعارضة السورية من لجوئها للسلاح الكيماوي. وكانت قوات النظام السوري قد شنت غارات جوية على مناطق عدة في دمشق وريفها، بينها قرى ومدن تعرضت أول من أمس للهجوم الكيماوي. وتأتي هذه الغارات في إطار عملية عسكرية واسعة تقوم بها قوات النظام عقب الغارات الكيماوية مباشرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "جدد الطيران الحربي قصفه على مناطق في مدينة زملكا والغوطة الشرقية وعربين، مع استمرار القصف من القوات النظامية على المنطقة. كما نفَّذ أيضا 3 غارات خلال 5 دقائق على مناطق في مدينة معضمية الشام، وغارات أخرى على داريا وخان الشيخ جنوب غرب العاصمة". وترافقت الغارات مع قصف على هذه المناطق التي عاشت أول من أمس حالة من الهلع نتيجة الهجوم الكيماوي، وتعرضت لحملة قصف لا سابق لها، بحسب المرصد. ميدانياً، قال ناشطون إن قوات الأسد أمطرت صباحاً، أطرافاً من العاصمة كحي جوبر، وزملكا والقابون ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالمدفعية. كما استهدفت مدينة سرمين في محافظة إدلب، فيما كان لبلدة النعيمة في درعا نصيبها من قصفٍ متواصل على الأحياء المعارضة للنظام. وفي تبعات المجزرة خرج شبيحة النظام الأسدي ومؤيدوه فرحين بما أقدمت عليه قوات النظام من مجزرة في الغوطة. وقال المعارض السوري بسام جعارة في تصريحات إلى "الوطن" إن عدداً من الأحياء المؤيدة لنظام الأسد، عاشت فرحةً غامرة، بعدما تحقق ما يرونه انتصاراً لقوات الأسد، التي لجأت للكيماوي لقتل سكان الغوطة من نساءٍ وأطفال. وأضاف "المنطقة 86 في مزة دمشق، عاشت ليلة البارحة الأولى ليلة فرح، وقام البعض من مؤيدي الأسد من الطائفة العلوية بتوزيع الحلوى، كما أطلق بعضهم الأعيرة النارية تعبيراً عن النصر على الشعب السوري الأعزل في ظل صمت المجتمع الدولي". وحذّر جعارة في ذات الوقت، مما قال إنها "حرب طائفية" يزداد تأججها، بعد سعي النظام لحشد أكبر قدر من المؤيدين الذين لا يزالون يعيشون أوهاماً، مقتضاها أن الأسد لن يزول، وأنه باق في إدارة سورية، وهو الأمر الذي لم ولن يتحقق، بعد أن ثار الشعب بوجهه.