لم يقف أثر "كرم الضيافة" عند مسرحية "الجثة صفر" بل تعدى إلى مسرحية "بوح" التي عرضتها جمعية الثقافة والفنون بالطائف مساء أول من أمس لتكون ثاني عمل مسرحي من الأعمال المسرحية التي عرضت على مسرح مهرجان الطائف، يتجاوزه النقاد ويحصد الثناء. وجاءت مداخلات النقاد على مسرحية "بوح" كسابقتها محملة بالتبجيل والثناء بينما طال النقد اللاذع جميع الأعمال المسرحية الأخرى التي شهدها المهرجان. وكانت مسرحية "مساحة بوح" قد تحدثت عن التداخلات التي يعيشها الناس وتضعهم في دوامة تضيع الكثير من التفاصيل وتظهر أخرى، لذلك يدخل الإنسان في حالة قلق لا تكاد تنتهي، من أجل ذلك يحتاج إلى مساحة بوح. وقدم المخرج المسرحي محمد الجفري قراءة نقدية للعمل المسرحي واصفاً إياه وطاقمه بأنه مجموعة تكاملية جعلت من نفسها مرجعاً يزورها كل من يرتاد عالم المسرح، وأن النص يحمل عمقا وبعدا جميلا يبدأ بتسلسل جميل يسرقك من الوقت، وبه توزيع مذهل للطبائع البشرية، مضيفاً أن مخرج العمل أبهره في كيفية جعل المسرح متكاملا وكيف حول مناطقه التسع إلى منطقة واحدة، فهو أجاد في استخدام قدرات الممثلين وديكور المسرح، كان مبتكرا وبسيطا، كما أن الأداء الجماعي للممثلين كان رائعا وأبدعوا في عمل تكوينات جسدية مبتكرة. أما الكاتب محمد السحيمي فقال في مداخلته إن المؤلف الكاتب فهد الحارثي قدم درسا جديدا، واصفا إياه بأنه مختلف في كل أعماله، وقال إن نص مسرحية مساحة بوح يتقاطع مع حالة نص "حالة قلق" لكنه أكثر نصوص فهد الحارثي تفجرا بالجمل العجيبة وهذا أعلى مستوى من الحرفية. ووصف مدير جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي فرقة الطائف بأنهم "سدنة المسرح السعودي"، كما أشاد المخرج زكريا المومني وعلي الزهراني بالعمل. وفي الجانب الآخر، لم تسلم مسرحية "حالة اختبار" لجمعية حائل من النقد، وأشار المؤلف والمخرج المسرحي ياسر الحسن في قراءته النقدية لها إلى أن هناك إسقاطات في النص تتمثل في مسألة الوجود وفي علاقة الحاكم بالمحكوم، كما أن المؤثرات لا يوجد تناغم بينها، أيضا هناك نوع من الربكة على خشبة المسرح وحالة من الازدواجية بين ظهور الممثلين، مضيفا أن جملة الختام كانت بلا معنى. ووصف الكاتب محمد السحيمي العرض في مداخلته بأنه "سيئ"، وهناك فرق بين هذا العرض والعرض السابق لنفس المسرحية عندما شاهدها في حائل ويعتقد أن عرض مسرحية "حالة اختبار" بعد مسرحية "الجثة صفر" أثر عليها.