تخلى نقاد المسرح عن "سلاحهم اللاذع" أمام مسرحية "الجثة صفر" لجمعية الطائف، التي عرضت مساء أول من أمس، ضمن مهرجان الطائف لمسرح الشباب، إذ غيب "كرم ضيافة" لجمعية الطائف المستضيفة للمهرجان النقد عن أول عمل مسرحي للجمعية في المهرجان، إذ تحول سلاح النقاد اللاذع الذي طال جميع الأعمال المسرحية طوال المهرجان دون استثناء إلى ثناء لمسرحية "الجثة صفر" حسبما عبر عنه بعض الحضور. وخلت القراءة النقدية لمسرحية "الجثة صفر" التي تتحدث عن القاتل والمقتول والجثة التي عبرت الرصيف، من النقد، وتولى القراءة النقدية الكاتب العماني سعود الخنجري، وقال: لقد استمتعت بقراءة نص مسرحي بكلماته المبسطة وصفحاته التي لا تتعدى ال 10 ورقات، أما الممثلين هم الورقة الرابحة في العرض، فحالة التجانس وطقوس الشخصيات والتعبيرات الحركية جعلتنا نستمتع، فقد تشرفت بمتابعة العرض وتحياتي للمؤلف والمخرج. وعلق الكاتب محمد السحيمي وقال: إن مؤلف هذا العمل المسرحي فهد ردة الحارثي، هو رائد الحداثة المسرحية عندنا، وكان له دور الريادة في الجملة المسرحية. وأمام ذلك حين نالت مسرحية "زازات" لجمعية الثقافة والفنون بجازان جل انتقادات النقاد والمشاركين، والتي تقوم فكرتها على البحث عن حقيقة ما يقال وما يسمع أو حقيقة ما يراه، ليس ما يراه حقيقة، اختلط الوهم بالحقيقة كاختلاط البياض بالسواد، والتي كانت قراءتها النقدية من الكاتب سلمان السلمان الذي قال: "اسم "زازات" الصوت، يقيد النص فهو أثر في كتابة النص، وكان مختفيا في العرض ولم يظهر إلا بشكل خجول جدا ، فالكاتب عبدالله عقيل لم تكن له فكرة واضحة. وقال إن النص لم تكن له قاعدة أو بنية قوية ينطلق منها الكاتب، عرض المشكلة كان محور النص غائبا، فهو اعتمد على الثيما الأزلية التي تتعدد وتتشكل حسب "المقام" النص، فهي لم تكن واضحة المعالم من المؤلف، فالكاتب بدأ كتابة النص بالمقلوب، فبدأ بمرحلة النسج أولا، إذ كتب النص من حيث المصطلح زازات ثم قام ببناء الجمل، والتي لم تنطلق من بنية واضحة، فلو استبدل كلمة زازات التي هي في لغة الأمازيقية بكلمة ضوضاء لكان أفضل. أما من ناحية العرض قال السلمان: إن التقنية كانت عبئا على العرض، فالعرض وقع تحت قيد الكاميرا والبروجيكتر، إذ قيد مجال العرض، والحوار كان سريعا، ولم يكن هناك تناسق بين الممثلين. وكان رد المؤلف عبدالله عقيل، على هذا النقد اللاذع من السلمان بقوله: "إن وجهة نظرك قد تكون في النص غير صحيحة، أو أنه خطأ يحتمل الصواب، فنحن في العمل المسرحي نعمل كورشة متكاملة لا نؤمن بموت المؤلف، أو أن دوره ينتهي بتسليم النص، فردي على قولك إن النص تحمل على اسم العنوان، فالعنوان لم يوضع إلا بعد كتابة النص كنوع من الجذب للجمهور، أما إيهام الجمل كما ذكرت، فالناس يختلفون من ناحية الإدراك بحسب الثقافة والفكر.