استمرت أزمة فريق القضية الجنوبية في التصاعد، حيث تواصلت مقاطعة ممثلي الحراك الجنوبي لجلسات مؤتمر الحوار الوطني لليوم الرابع على التوالي من دون التوصل إلى رؤية حول الحل بعدما اشترط رئيس الفريق أن يكون الحوار نديا بين الشمال والجنوب وعقد جلسات الحوار في دولة خارج اليمن. وكانت اللجنة الوزارية المكلفة من الرئيس عبدربه منصور هادي بتنفيذ النقاط ال31 المقدمة من الحراك واللجنة الفنية للحوار قبل أشهر كشرط لحل الأزمة، من بينها الاعتذار عن الحرب التي شهدتها البلاد عام 1994، قد عقدت اجتماعا لها بمقر وزارة الخارجية لبحث سبل التسريع بتنفيذ هذه النقاط. وبحسب مصدر في اللجنة الوزارية فإنه تم إقرار الصيغ النهائية لمجمل القضايا المتصلة بالنقاط المطلوب تنفيذها تمهيدا لرفعها بشكل عاجل للرئيس هادي لاعتمادها بشكل نهائي ومن ثم البدء بتنفيذها. وتزامن توقيت انعقاد اجتماع اللجنة المصغرة مع استمرار الغياب القسري لفريق القضية الجنوبية عن جلسات أعمال المؤتمر، وبحسب ما أكدته مصادر في الرئاسة اليمنية ل"الوطن"، فإن الرئيس هادي وجه اللجنة الوزارية بسرعة البدء بتنفيذ النقاط المتفق عليها لمنع أية انتكاسة محتملة للحوار الذي دشن المرحلة الثالثة والأخيرة من فترة انعقاده. في غضون ذلك، وصفت جبهة إنقاذ الثورة السلمية الأزمة التي يعيشها اليمن في الوقت الحاضر ب"الخطيرة للغاية"، مؤكدة أن هذا المنعطف الخطير الذي يمر به مؤتمر الحوار الشامل يُهدد بنسفه نهائيا، والإجهاز على فرص إنجازه الضئيلة بالأساس. وأوضحت الجبهة، وهي أبرز مكون سياسي في اليمن، أن ذلك يأتي "تتويجا لسلسلة من الأخطاء والأداء السيئ الذي حكم مسيرة الحوار، بدءا من المرحلة التحضيرية ووصولا إلى انعقاد المؤتمر واستمراره ضمن النتائج الكارثية الحالية". وقالت الجبهة إنها تتابع باهتمام بالغ المسار الحالي لعملية الحوار الوطني التي يُفترض أنها بلغت مراحلها النهائية وما ترافقها من تعقيدات وأزمات مختلفة بلغت أوجها في المرحلة الراهنة والمتمثل برفض الفصيل الوحيد من الحراك الجنوبي الذي قبل المشاركة، الاستمرار في العملية الحوارية وتعليقه الكامل للمشاركة في إطارها ورفضه الاعتراف بأي نتائج صادرة عنه تُقر أثناء تعليقه لمشاركته. وأضافت: "الأزمة الأخيرة، والخطيرة للغاية، التي يمر بها الحوار تؤكد بشكل كُلي صوابية موقف جبهة إنقاذ الثورة الرافض للاشتراك في مسار الحوار الوطني بمقدماته الرديئة كما بينت عن ذلك سلفا". ميدانيا قتل شخص وأصيب عدد آخر من المدنيين بانفجار قنبلة في أحد أسواق العاصمة اليمنية صنعاء، وذكرت مصادر أمنية أن قنبلة كانت بحوزة أحد الأشخاص انفجرت أثناء وجوده في سوق هبرة، شرقي العاصمة، ما أدى إلى مقتله وإصابة عدد آخر ممن كانوا في السوق. ولم تتبن أية جهة المسؤولية عن التفجير، الذي كانت تتوقع السلطات الأمنية أن يكون من عناصر تنتمي إلى تنظيم "القاعدة"، الذي هدد بتنفيذ عدد من العمليات ضد المصالح الأجنبية والمحلية.