لم تفلح محاولات "الوطن" المتكررة للحصول على توضيح إدارة المياه بتبوك حول عدد من القضايا التي تخصهم، فيما كان "التهرب" هو سيد الموقف أمام تلك المحاولات التي بدأت بالمتحدث الرسمي ثم نائب المدير العام ثم مدير مشاريع الصرف وأخيراً مدير الإدارة، في الوقت الذي تتواصل شكاوى مواطنين عن معاناتهم من توقف مشروعات الصرف الصحي بأحيائهم لنحو 6 سنوات، وتجمعات للمياه، ونقل اعتمادات مشاريع من حي لآخر، ووعود دون تنفيذ. "الوطن" وجدت ميدانياً ورصدت انطباعات المواطنين فيما يخص خدمات الصرف الصحي والمياه في الأحياء المتضررة، حيث ذكر المهندس علي العطوي "من سكان حي المصيف"، أن شبكة الصرف الصحي موجودة في حيهم إلا أنهم ممنوعون من التوصيل منها، بسبب عدم اكتمال ربطها بالمسار الخارجي، مؤكدا أن هذا الوضع منذ نحو 6 سنوات، وقال: "نعاني من تجمعات مياه الصرف وتكوين بحيرة ملوثة تنبعث منها روائح كريهة، أدت إلى انتشار البعوض والحشرات". وأكد عبدالله العنزي، وأمجد العطوي، وسعد العنزي، من سكان نفس الحي، معاناتهم من تأخر مشاريع الصرف الصحي والمياه، لافتين إلى وجود حفر عميقة منتشرة بجوار منازلهم على الطريق الدائري وممتلئة بمياه الصرف الصحي منذ عامين، فيما أكد أمجد العطوي أن أحد مسؤولي إدارة المياه كشف لهم أن سبب توقف المشروع هو خلاف مع أمانة المنطقة على مسار شبكة الصرف الصحي، ويقول "نحن متضررون، وأوقفنا البناء والعمل في عمائرنا بسبب مشاكل الصرف الصحي"، لافتاً إلى أن تجمع مياه الصرف بالحي أضرهم كثيرا. من جانب آخر، أكد المواطن عوض البلوي "من سكان حي الدرة" أن وعود إدارة المياه بإيصال شبكة الصرف الصحي لحيهم تتوالى منذ 3 أعوام دون تنفيذ، وقال "هناك مناقصة للصرف الصحي لحي الدرة واعتمدت وسحبت بعد اعتمادها، ونقلت من حي الدرة إلى حي العليا وحين سؤالنا للشركة عن أسباب تحويل المناقصة لحي العليا، أخبرونا أن بداية السنة الجديدة سيتم البدء عندنا". ويضيف البلوي، أن الأعمال توقفت في حيهم بعد أن باشرت العمل وحين سؤالهم للمقاول عن سبب توقفه عن العمل أجاب أن ذلك يعود للأمانة، ويضيف بأنهم قاموا بمراجعة الأمانة، والتي بدورها أكدت أنها لم توقف المشروع بل طالبت بتصحيح مساره. ويقول: "توجهنا لمدير مصلحة المياه الذي قال لأحد المواطنيين (لن يتم العمل في المشروع قبل سنة)، وانتهت السنة ولم يتم العمل، وتوجهنا لهم في بداية العيد فأخبرونا بأنه بعد العيد مباشرة سيتم العمل وإلى الآن ونحن ننتظر"، مبينا أنهم يضطرون لشفط المياه بشكل يومي، مع ارتفاع أسعار وايتات الشفط من 90 ريالا إلى 120 ريالا. أمام ذلك، حاولت "الوطن" التواصل مع المتحدث الرسمي لمصلحة المياه بتبوك عبدالمجيد الفوزان، والذي ذكر أنه في إجازة خارجية وطلب الرجوع لنائب المدير العام، والذي لم يتجاوب مع الاتصالات، وبعد إرسال رسائل نصية له، اعتذر لسفره خارج المنطقة، مطالباً بالتواصل مع المتحدث الرسمي الفوزان، قبل أن يعود للمطالبة بخطاب رسمي. وحرصاً من "الوطن" على الحصول على المعلومة الصحيحة، توجهت إلى مقر مديرية المياه، حيث طلب سكرتير المدير العام الانتظار، وبعد انتظار دام نحو ربع ساعة، حضر مدير مشاريع الصرف الصحي زهير العلي، والذي رفض التصريح، وحينها طلب السكرتير إرسال خطاب لتحديد موعد لمقابلة المدير العام.