جددت القوات المسلحة المصرية أمس نفيها للأنباء التي ترددت حول وجود انشقاقات داخل صفوفها معتبرة أنها "شائعات عارية تماماً من الصحة". وقال المتحدث العسكري باسمها العقيد أحمد محمد علي في بيان رسمي "في إطار ما نشره عدد من المواقع الإلكترونية من معلومات بشأن وضع اللواء محمد العصار تحت الإقامة الجبرية، فإن القوات المسلحة تؤكد أنه لا صحة مطلقاً لتلك الشائعة، والعصار يمارس عمله بشكل طبيعي كأحد المساعدين الرئيسيين لوزير الدفاع". وأضاف "تلك الشائعة تأتي في إطار الحملة المنظمة التي تستهدف الجيش المصري وقياداته لتحقيق أهداف مشبوهة لجماعات غير وطنية، وكثيراً ما تحدثت هذه الجماعات عن محاولات انشقاق داخل الجيش المصري، وأثبت الواقع على مدى الفترة الماضية كذبها المفرط، والقوات المسلحة المصرية مؤسسة نظامية محترفة منذ أمد التاريخ، ورجالها هم أبناء هذا الشعب العظيم، وسيظلون دائما على قلب رجل واحد، لحماية الوطن ومقدراته، ومزاعم الانشقاق والأباطيل والادعاءات المتكررة التي لا يكل المغرضون والمضللون عن ترويجها، لا توجد إلا في خيالاتهم المريضة، وعلى فضائهم الإلكتروني الافتراضي فقط". من جهة أخرى، وجَّه الجيش الثالث الميداني انتقادات لاذعة لجماعة الإخوان المسلمين على خلفية الأحداث المشتعلة التي تشهدها الساحة السياسية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وقال الجيش، في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية "أثبتت الحقائق خلال الأحداث الجارية أن من يتم القبض عليهم ومن يحملون السلاح ليسوا من الإخوان المسلمين، بل من الشباب المنساق خلف كلام هذه الجماعة التي ظهر بكل وضوح ويقين أنها تحمل في طياتها كل خراب ودمار لشعبنا المسالم، الداعي إلى الاستقرار والسلام"، وأضاف البيان "ما تفعله هذه الجماعة الضالة من حرق للكنائس لا يهدف إلا لإشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وهم لم يفرقوا بين مسجد وكنيسة، لأنها جماعة غير وطنية"، على حد تعبير البيان. إلى ذلك أطلق عدد من النشطاء مبادرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لدعم وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ضد الدعوة التي تعتزم جماعة الإخوان المسلمين رفعها للمحكمة الدولية لتقديمه إلى محاكمة دولية بسبب ما أسموه "بالانقلاب على الشرعية" حيث أطلق أعضاء ينتمون للإخوان حملة لجمع توقيعات على الموقع الرسمي لمنظمة "آفاز" العالمية، يطالبون فيها بمحاكمة السيسي دولياً، بزعم أنه تعدى على الشرعية، واستخدم أسلحة محرمة دوليا في قتل أعضاء الجماعة الإرهابية. بدوره أكد الرئيس السابق لحزب التجمع الدكتور رفعت السعيد أن وزير الدفاع شخصية وطنية شجاعة، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "السيسي جندي في العسكرية المصرية، ويعلم قيمة الوطن، ويستحق كقائد عسكري الثناء على ما قام به، لأنه جنَّب الشعب المصري مستقبلاً مظلماً، وعلينا أن نتنبه إلى أن الحرب الآن على القوات المسلحة المصرية، لأنها آخر الجيوش العربية المتماسكة، وحتى يتم تشكيل تحالفات مشبوهة للسيطرة على الشرق الأوسط، وهو المخطَّط الذي يقف أمامه السيسي، ومن ورائه الجيش المصري بالمرصاد". من جهة أخرى بدأت الحركة الطبيعية تعود إلى شوارع القاهرة التي كانت خالية في معظمها خلال الأيام القليلة الماضية. كما عادت البنوك والبورصة إلى العمل أمس. حذرت وزارة الداخلية المصرية أمس المواطنين من تشكيل لجان شعبية بسبب "استغلال البعض لها في ارتكاب وقائع تخالف القانون". من جهة أخرى قالت الداخلية إنها تحذر في ضوء "ما رصدته المتابعة من سلبيات والتزاما بقرار حظر التجوال من إقامة اللجان الشعبية التي يستغلها البعض في ارتكاب وقائع تخالف القانون". وطالبت المواطنين ب"الالتزام بمواعيد حظر التجول حتى يتسنى للشرطة القيام بمهامها". ودفعت أعمال العنف التي تلت فض اعتصامي الإخوان في القاهرة الحكومة إلى إعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة. وهو ما تلاه تشكيل المواطنين "لجان شعبية" تضم خصوصا شبانا متحمسين ومسلحين، تقوم بتفتيش المارة ومراقبة مداخل الأحياء وهو ما شابه وقائع سرقة وبلطجة على المواطنين في عدة مناطق عبر البلاد.