قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع نائب رئيس الوزراء، إن «ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - أقوى تحرك مشرف لا يقل عن موقف ملحمة أكتوبر 1973». وذلك ردًا على دعمه وتأييده للموقف المصري الحالي تجاه ما تواجهه مصر من إرهاب وعنف، كما قدم الشكر والتقدير لكل من قدم العون لمصر خاصة السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين، مؤكدًا أن الشعب المصري لن ينسى لهم ذلك. وأكد السيسي أن أعمال العنف التي تشهدها مصر على خلفية التظاهرات المؤيدة للإسلاميين «لن تركع الدولة». وأضاف في لقائه مع عدد من قادة وضباط القوات المسلحة وهيئة الشرطة «من يتصور أن العنف سيركع الدولة والمصريين يجب أن يراجع نفسه»، مضيفًا: «لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين». وتابع السيسي في أول تصريحات له منذ أحداث الأربعاء «إننا جميعًا جيش وشرطة شرفاء وأوفياء لمصر، لم نغدر أو نخون أو نكيد، وكنا أمناء في كل شيء وحذرنا من أن الصراع السياسي سيقود مصر للدخول في نفق مظلم وسيتحول إلى اقتتال وصراع على أساس ديني». وأكد السيسي أن «ما قمنا به من إجراءات كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهى الفهم والتقدير الدقيق للمواقف والأحداث وانعكاساتها على الأمن القومي». إلى ذلك، وحسبما أفادت قناة العربية على موقعها الإلكتروني أمس، أنه نقلًا عن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، تم الاتفاق مع باريس على منح خارطة المستقبل في مصر فرصة. وقال الفيصل بعد لقائه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقصر الإليزيه: «اتفقنا مع فرنسا على إعطاء خارطة الطريق في مصر فرصة لتحقيق الأمن والانتخابات المبكرة». وأكد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل في باريس أن «حرية الرأي يجب أن يُعبر عنها بغير العنف». وأفادت «العربية»، أن أبرز نقاط اللقاء هي توحيد الرؤى بين فرنسا والمملكة السعودية، لإعطاء فرصة جديدة لتحقيق أهداف خارطة الطريق في مصر، التي أعلنتها الحكومة المؤقتة في مصر، بتنظيم انتخابات مبكرة واسترجاع الأمن. وكان يفترض أن يكون المؤتمر بين وزيري خارجية البلدين، لكن في آخر لحظة قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حضور الاجتماع، حيث غادر هولاند على عجل اللقاء الذي كان يعقده مع وزير خارجية قطر، العطية، والتحق بلقاء الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والذي دام قرابة ساعة. وأكد هولاند أنه استلم رسالة خادم الحرمين الشريفين حول الوضع في مصر، معلنًا إدانة باريس للعنف والقتل في مصر. وأكدت «العربية» أن اللقاء كان مخصصًا لمناقشة تطورات الوضع المصري فقط، ولم يتم التوسع فيه إلى الملف السوري. من جهته، أعلن رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي مساء أمس الأحد، وقوفه إلى جانب السلطات المصرية «في فرض سيادة القانون» إلا أنه دعاها في الوقت نفسه لممارسة ضبط النفس. وقال المالكي في بيان نشر على موقعه على الانترنت «إننا في الوقت الذي نقف فيه بقوة إلى جانب الحكومة المصرية في فرض سيادة القانون، وبسط الأمن والسلم الأهلي في ربوع مصر، نناشدها لممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على أعداء مصر وشعبها». وأضاف «ندعو المصريين كافة إلى نبذ العنف والجلوس إلى طاولة الحوار درءاً للفتنة التي يريد من يقف وراءها النيل من دور مصر الريادي». إلى ذلك، أكد مجلس الوزراء في بيان عقب جلسة عقدها أمس الأحد، «الاستمرار في مواجهة الإرهاب بكل حزم وحسم، والمضي قدمًا في ذات الوقت في تنفيذ خارطة الطريق وعمادها الدستور والانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية». وأعلن مجلس الوزراء أنه «تكريمًا للشهداء من القوات المسلحة المصرية والشرطة، فقد قرر إطلاق أسمائهم على المدارس والشوارع والميادين العامة». كما قرر «تشكيل المجلس القومي لحقوق الانسان والإسراع باستكمال تشكيل المجلس الأعلى للصحافة»، و»النظر في تشكيل لجنة مستقلة من الشخصيات العامة لإعداد تقرير وتوثيق للأحداث التى وقعت خلال الفترة السابقة». من جهتها، حذرت وزارة الداخلية المصرية، في بيان لها المواطنين من تشكيل لجان شعبية بسبب «استغلال البعض لها في ارتكاب وقائع تخالف القانون». وقالت الداخلية: إنها تحذر في ضوء «ما رصدته المتابعة من سلبيات، والتزامًا بقرار حظر التجوال من إقامة اللجان الشعبية التي يستغلها البعض في ارتكاب وقائع تخالف القانون». وطالبت الداخلية المصرية المواطنين «الالتزام بمواعيد حظر التجول حتى يتسنى للشرطة القيام بمهامها». فيما، قتل 36 سجينًا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، خلال محاولة تهريبهم أثناء نقلهم إلى سجن شمال القاهرة، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وأوضحت الوكالة نقلًا عن مصدر أمني، أن 36 «من العناصر الإخوانية» قتلوا خلال محاولة تهريبهم على الطريق المؤدي إلى سجن أبو زعبل. من جهته، حذر الخبير الأمني اللواء محمد نور من حدوث مخطط إرهابي وشغب عنيف، سوف تقوم به جماعة الإخوان ويستمر حتى اليوم الاثنين من أجل جر قوات الجيش والشرطة إلى القيام بردعهم، وفُهِم من ذلك توصيل صورة فوتوغرافية إلى الغرب بأنهم مضطهدون من قبل الحكومة، وذلك قبل ساعات من اجتماع أعضاء الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل لدراسة الوضع الراهن في مصر، وأضاف أن الجماعة اعتادت على تزييف الحقائق من خلال نقل صور فوتوغرافية وفيديوهات إلى الغرب بأن قوات الجيش والشرطة تتعمد قتلهم في الميادين.