شجبت مشيخة الأزهر لجوء بعض المتظاهرين للاعتصام في المساجد وتعريضها للخطر وتلويثها بالدماء والمخلفات، وأكد مصدر مطلع داخل المشيخة أنها بذلت جهوداً حثيثة خلال اليومين الماضيين لتأمين خروج المتظاهرين من مسجد الفتح، وطالب المصدر المعتصمين بعدم الإصرار على البقاء في المسجد، لأن المساجد لله ولا يجوز أن تكون محلاً للاعتصامات. وأشار المصدر إلى أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ما زال يواصل جهوده الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية، وأنه أهاب بجميع أطراف الأزمة على اختلاف توجهاتهم إلى إعلاء شأن الوطن، وعدم الإصرار على المصالح الحزبية الضيقة، والاستجابة للجهود المخلصة الرامية للبحث عن حلول مرضية للجميع تضمن خروج البلاد من هذا النفق الذي تمر به. إلى ذلك دعا مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام جموع الشعب المصري إلى الوقوف صفاً واحداً ضد دائرة العنف التي أطلت برأسها على البلاد، مشدداً على أن ما يحدث في الشوارع من إزهاق للأرواح وإحراق للمنازل ولمؤسسات الدولة واعتداء على دور العبادة، من الكبائر التي نهى الشرع عنها، وشدد المفتي على أن حمل السلاح في التظاهرات، أياً كان نوعه، حرام شرعاً، وينفي عنها سلميتها ويوقع حامله في إثم عظيم. وقال "حمل السلاح به مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها، وطالب المفتي الأجهزة المعنية بالضرب بيد القانون لكل من يسعى لترويع الآمنين أو يعتدي على المنشآت العامة والخاصة". واستنكر بشدة في تصريحات صحفية صباح أمس الاستهانة بالدماء التي سالت على مدار الأيام الماضية، وقال "زوال الكعبة نفسها التي لا يقدس المسلمون على الأرض بقعة أكثر منها أهون عند الله، سبحانه وتعالى، من زوال نفس عبده المؤمن". ولفت إلى أن إسالة الدماء المتكررة ستقود مصر إلى نفق خطير لا يعلم نهايته إلا الله، مشدداً على ضرورة أن يكون المصري "حريصاً على ألا تلوث يده بدم أي نفس بشرية بغير حق، داعياً إلى ضرورة مواصلة الجهود للخروج من دائرة العنف والوصول إلى حلول سياسية سلمية، حتى وإن صعبت الفرص وتعثرت المسارات حماية لأرواح المصريين وحفاظاً على السلم الاجتماعي". كما رفض فضيلته محاولات الزج بورقة الطائفية المقيتة في الأزمة السياسية الراهنة، بهدف تقويض قيم العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، مؤكداً أن أي محاولة للعب بورقة الطائفية لن تفلح، داعياً المصريين جميعاً إلى تفويت الفرصة على هؤلاء المغرضين. وتابع "من الضرورة أن ندرك طبيعة المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن، والتي تستوجب الالتفاف حول مؤسسات الدولة ولم الشمل والتوحد ونبذ الشقاق، وأهاب المفتي كذلك بالشعب المصري ألا ينجرف وراء الشائعات التي تشحن الأطراف المختلفة كل تجاه الآخر"، داعياً الله عز وجل أن يجنب مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن.