أدّت الحملات المُكثّفة الموجّهة ضد الثوار السوريين، واتّهام الكتائب العسكرية التي تشكَّلت للتصدي لعسكر بشار، والأجهزة الأمنية وعصابات الشبيحة التي وجَّهت جميع إمكانياتها وأسلحتها إلى صدور الشعب السوري الذي دفع أمواله، وتحمَّل العديد من التضحيات لإعداد هذا الجيش وتسليحه، أدت إلى التشكيك والتنفير من الثوار الحقيقيين. وبما أن جيش بشار الأسد بدلاً من أن يُدافع عن حدود الوطن ويسترد أراضيه المحتلة، انحرف عن واجبه الوطني، لذا فقد تنادى المواطنون السوريون الشرفاء، وكوَّنوا مجاميع مسلحة للتصدي لهذا الجيش، وقد اضطرت هذه المجاميع المسلحة للتّخلي عن سلمية الثورة السورية، بعد أن اضطروا للدفاع عن الشعب الأعزل، وقد شكَّلت هذه المجاميع من أبناء الشعب السوري الذين ساندوا الجيش السوري الحر الذي تشكَّل من انشقاق الضباط والجنود السوريين الذين رفضوا قتل أهلهم وإخوانهم، فشكَّلوا الكتائب والألوية التي استطاعت أن تُقارع الجيش النظامي الذي التزم بتنفيذ تعليمات وأوامر الرئيس بشار الأسد، واستطاع الجيش السوري الحر أن يُدمِّر قوات بشار الأسد، ويحرر العديد من المناطق السورية، واستطاع أن يغنم العديد من الأسلحة والمعدات والقواعد العسكرية، مما عوّض الجيش السوري الحر مِنْ تلكؤ مَنْ وعدوا هذا الجيش بتزويده بأسلحة للدفاع عن الشعب السوري الذي يتعرض للقصف بالصواريخ والطائرات المقاتلة ومدافع الدبابات. الدراسات الميدانية المحايدة للوضع في سورية تُصنِّف الجيش السوري الحر كأحد القوى المؤثرة القادرة على حسم الوضع لصالح الشعب السوري، وأنهم الجهة الموازية للجيش السوري المرتبط بالنظام برئاسة بشار الأسد من خلال شبكة من الضباط العلويين الذين يديرون العمليات الحربية التي تحولت إلى عمليات تصدٍ للشعب السوري وتدمير مدنه وقتل أبنائه، أما ما يُثار ويكثر الحديث عن تواجد مجاعات وكتائب متشددة تحمل أسماء (النصرة) و (ألوية الإسلام)، وغيرها من التنظيمات المتشددة، فإنها ورغم تواجدها فعلاً في مناطق معدودة، إلا أنها لا تُمثِّل ثقلاً نوعياً يستطيع أن يُلغي تأثير وتواجد الجيش السوري الحر، إلا أن كثرة الحديث عن هذه التنظيمات هدفه تشويه الثورة السورية ووصمها بأنها ثورة للمتشددين وتغليب لفكر القاعدة، والهدف هو تنفير السوريين أولاً، ثم المجتمع الدولي من هذه الثورة التي لا علاقة لها بالقاعدة ولا بالمتشددين، إلا أن ترديد الاتهامات وتركيز الحديث عن جماعات النصرة والكتائب المسلحة التي لها ارتباط بفكر القاعدة، قد أدى إلى تردد العديد من الدول في تقديم الدعم إلى الثوار الحقيقيين، فامتنعت الدول الغربية وبالذات الولاياتالمتحدةالأمريكية من تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة، بل تضغط أمريكا على الدول الإقليمية لمنعها من تقديم أسلحة دفاعية للجيش السوري الحر، بعد أن نجحت الدعاية المضادة التي أشاعت بأن الذين يقودون الثورة في سورية، هم المتشددون والمرتبطون بفكر القاعدة، متناسين بأن من ثاروا وحملوا السلاح ضد نظام بشار الأسد، هم من رفضوا الظلم والإرهاب الذي يُمارسه هذا النظام الذي تمادى في إذلاله وإيذائه للشعب السوري، إلى درجة استعمال الصواريخ والطائرات المقاتلة والمدفعية في تدمير مدنه ومساكنه. [email protected]