دشنت الخارجية المصرية حملة دبلوماسية واسعة تستهدف شرح الأسباب التي دفعت السلطات الأمنية إلى فض اعتصامي الإخوان بميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" وسط القاهرة. وتهدف الحملة إلى تنوير الرأي العام العالمي والداخلي بحقيقة الأحداث، والتحديات الأمنية التي تسبب فيها الاعتصامان، والأسلحة التي كانت تحتفظ بها جماعة الإخوان المسلمين في أماكن الاعتصام، والتجاوزات الأمنية والقانونية التي تمت بواسطة قيادات المعتصمين. وتسعى الخارجية المصرية إلى إيضاح أن التعنت الإخواني ورفض الجماعة لكل مبادرات الحل السلمي كانا السبب في وصول الأمور إلى وضعها الحالي. وكانت الخارجية المصرية قد قلَّلت من شأن قيام عدد من الدول الأوروبية باستدعاء السفراء المصريين لديهم بعد فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. واعتبرت الوزارة أن التحرك الأوروبي إجراء دبلوماسي في مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر. وفي رده على تلك الاستدعاءات قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة بدر عبد العاطي في تصريحات صحفية إن استدعاء السفراء المصريين المعتمدين لدى عدد من الدول كان الهدف منه الوقوف على الوضع في مصر ومتابعة آخر مستجداته من قبل تلك الدول التي أعربت خلال اللقاءات عن قلقها البالغ تجاه تطور الأوضاع. وأشار المتحدث باسم الخارجية المصرية إلى أن ذلك يعتبر إجراء دبلوماسيا في إطار عملية المتابعة والإعلان عن المواقف الرسمية لتلك الدول، وذلك انطلاقاً من اهتمامها بالأوضاع في البلاد. من جانبه بعث المجلس المصري للشؤون الخارجية أمس رسائل إلى جميع المجالس المماثلة ومراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية في العالم، شرح فيها الظروف التي حدت بالسلطات المصرية إلى إنهاء الاعتصامين. وقال المدير التنفيذي للمجلس السفير السيد شلبي في تصريح صحفي إن الرسائل أشارت إلى مواقف كل من منظمة اليونيسيف التي تدين فيها استغلال الأطفال كدروع بشرية في هذه الاعتصامات، وبيان منظمة العفو الدولية التي اتهمت فيه جماعة الإخوان المسلمين بأنها تمارس أعمال التعذيب لمعارضيهم. وأوضح أن هذه الرسائل دعت المؤسسات والمعاهد ومراكز الدراسات الإستراتيجية إلى النظر في اعتبارات الحكومة لفض هذه الاعتصامات غير السلمية، ومواجهة حالات العنف والإرهاب والتخريب في كل مدن ومحافظات مصر أمس بما فيها الاعتداء على المنشآت الحيوية والكنائس. إضافة إلى إيضاح أن فض هذه الاعتصامات جاء بعد 6 أسابيع من هذين الاعتصامين، وبعد كل المبادرات والنداءات السلمية من أجل إنهاء هذا الوضع غير السليم الذي كان يتم فيه استخدام السلاح وترويع المواطنين المصريين وانتهاك حقوق السكان المقيمين بالمنطقة والتحريض على العنف والإرهاب. من جانبه عبَّر المرشح السابق للرئاسة عمرو موسى عن استغرابه من تحيز بعض وسائل الإعلام الأجنبية للإرهابيين، وقال "أحزنني كثيراً ما رأيته من تحيّز هذه الوسائل في وصفها للأحداث واتخاذها موقفاً ضد موقف الدولة المصرية في القيام بمسؤولياتها في تطبيق القانون والحفاظ على أمن المواطنين.