دخلت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة الرياض على خط قضية منح الرضيعة ديم طارق عبدالله حليباً منتهي الصلاحية في مستشفى اليمامة، لتحقق مع بعض مسؤولين ومباشرين للحالة، في تحقيق يعد الثاني بعد الذي أجرته إدارة المستشفى في شكوى والد الرضيعة بتسبب الحليب في تدهور حالتها الصحية. وعلمت "الوطن" أن الشؤون الصحية بالرياض حققت مع بعض مسؤولي المستشفى أمس حول هذا التجاوز، في حين صعد والد الطفلة قضيته، ورفع شكوى إلى وزارة الصحة بواسطة الموقع الإلكتروني، بعد شكواه إلى إدارة المستشفى عقب اكتشافه أن الحليب الذي أعطي لابنته منتهي الصلاحية منذ 4 أشهر وهو من نوع "سيميلاك"، موضحا أنه لم يتلق أي تجاوب على خلفيات الشكوى الأولى التي تقدم بها إلى إدارة مستشفى اليمامة، وأخرجها من المستشفى على مسؤوليته. إلا أن مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي بصحة الرياض سعد القحطاني قال ل"الوطن" إن الحليب المخصص لناقصي النمو والخدج وهو "نيوشور" لم يمنح للطفلة، مضيفا "لا صحة لما ذكره والدها بأن حالتها تدهورت بسبب الحليب؛ حيث إن العبوة وبشهادة الأم لم تعط لها".
تفاعلت قضية اتهام مستشفى اليمامة بالرياض بتقديمه حليبا منتهي الصلاحية للأطفال حديثي الولادة منذ صبيحة أمس، وذلك بعد كشف "الوطن" عن هذه القضية. وفيما أفادت مصادر مطلعة أن مديرية الشؤون الصحية بالرياض حققت مع بعض مسؤولي المستشفى أمس حول هذا التجاوز، قال وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، ل"الوطن" في تعليقه على القضية: "سيتم بحث الموضوع بكل تأكيد"، وذلك في أعقاب حفلة المعايدة التي شهدها مقر الوزارة. يأتي ذلك، في الوقت الذي صعد والد الطلفة "ديم" طارق عبدالله، قضية طفلته برفع شكوى لوزارة الصحة مباشرة عن طريق الموقع الإلكتروني للوزراة، موضحا أنه لم يتلق أي تجاوب على خلفيات الشكوى الأولى التي تقدم بها إلى إدارة مستشفى اليمامة. إلى ذلك، قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي بصحة الرياض سعد القحطاني ل"الوطن" إن الحليب الموجود في الصورة هو حليب مخصص لناقصي النمو والخدج وهو "نيوشور"، وقد أفادت الممرضة المشرفة على حالة الطفلة بأن والدتها هي من طلبت هذا الحليب بالاسم، ولم يتم إعطاؤها إياه وأُبلغت بأنه مخصص لحالات معينة. وأضاف أن صحيفة "الوطن" عبر مراسلها مُكنت من الاطلاع على المستودعات الخاصة بذلك وإثبات سلامة موقف المستشفى، وتأكد مراسل الصحيفة من ذلك كما اطلع على النظام المتبع في الحضانة وأخذ عينات عشوائية من جميع العينات الموجودة بالمستودع وتم التأكد من عدم وجود أي عبوة منتهية الصلاحية، مشيرا إلى أنه تم تكليف مديرة التمريض مع الاستشاري المشرف على حالة الطفلة بزيارة الأم وطلب العينة منتهية الصلاحية والتحقق من كيفية إعطاء الطفلة تلك العينة، وأفادت أنها لا تملك هذه العلبة وأنها لدى الأب، ولم تتناول ابنتها شيئا منها. وأكد القحطاني أن الحالة أُدخلت المستشفى بتاريخ 1 / 10 / 1434 وتعاني من صفار عام بالجسم والعينين مع ضعف في الرضاعة وخمول عام، وبعد الفحص اتضح ارتفاع نسبة الصفار لديها وتم وضعها تحت العلاج الضوئي المكثف مع السوائل والمضادات الحيوية وتم أخذ عينات للدم والبول في حينه ورفض الأب نصيحة الطبيب المعالج بأخذ عينة من السائل الشوكي لاستبعاد إصابة الطفل بالحمى الشوكية. وبعد يومين، تحسن وضع الطفلة بشكل عام. وأضاف "نفيدكم بعدم صحة ما ذكره والد الطفلة بأن حالتها تدهورت بسبب الحليب، حيث إن العبوة وبشهادة الأم لم تعط لها، وقد خرجت بتاريخ 4 / 10 / 1434 على مسؤولية والدها، رغم نصح الطبيب المعالج بضرورة استكمال برنامج تناول المضاد الحيوي". من جهة أخرى، شكل مدير صحة الرياض الدكتور سليمان العبدالكريم لجنة فورية للتحقق من القضية والتأكد من سلامة الإجراءات التي يعمل بها في المستودعات الطبية والحضانة وطريقة التخزين والنقل والتأكد من تواريخ الصلاحية.