كشفت حالة الطفلة "ديم"، وهي حديثة الولادة بأحد المستشفيات في الرياض، عن خلل في حضانة المستشفى، إذ تم إعطاؤها حليبا منتهي الصلاحية، اكتشفه والد الطفلة، بعد أن تدهورت حالتها الصحية. وفوجئ طارق عبدالله، والد الطفلة المنومة في المستشفى منذ آخر ليالي رمضان المنصرم، بإعطائها حليبا منتهي الصلاحية، وكان من المفترض أن يكون أبريل الماضي هو تاريخ انتهائه، حيث تقدم بشكوى لإدارة المستشفى على خلفية إعطائها ذلك الحليب وهو من نوع "سيملاك". واكتشف الأب انتهاء صلاحية الحليب، بعد أن شاهد طفلته تعاني من الغثيان لأكثر من مرة. وقال طارق ل"الوطن"، إنه في البداية تم أخذ تحليل دم، واتضح أن نسبة الصفار عالية جداً وعلى إثره تم تنويم الطفلة ووضعها على الجهاز الضوئي الخاص بالصفار. وأضاف "بعد ذلك بخمس ساعات تم عمل تحليل دم آخر واكتشف الطبيب المعالج أن النتيجة لم تتغير، رغم أن ابنتي مكثت داخل ذلك الجهاز لأكثر من خمس ساعات، في بيئة شديدة الحرارة ولا تبلغ من العمر أكثر من 3 أيام فقط". وتابع حديثه بأن التحليل الثاني تم رفضه من قبل الدكتور المشرف على حالتها قائلاً بأنه "غير منطقي"، وبعد ذلك تم عمل تحليل ثالث واكتشف أن نسبة الصفار منخفضة مما يعني أن التحليل الثاني "خاطئ"، وفي اليوم الثالث، تم اكتشاف أن الحليب الذي يعطى إليها منتهي الصلاحية منذ 4 أشهر، وهو الذي وصفه بأنه سبب الغثيان وعدم تقبل الطفلة للرضاعة. وتقدم والد الطفلة بشكوى لإدارة المستشفى، وأخرج الطفلة من المستشفى على مسؤوليته، ولكن لم يتم الرد عليه بخصوص شكواه أو حتى الاتصال عليه أو الاستفسار منه، متوقعاً أن الخلل في هذا الموضوع يأتي من المختبر أولاً ومن المستودع ثانياً. في المقابل، أوضح مدير مستشفى اليمامة الدكتور سعيد الزهراني ل"الوطن"، أن عبوات الحليب الجاهزة تستخدم في قسم العناية المركزة داخل الحضانة لبعض المواليد الذين يتعذر إقناع أهلهم بالرضاعة الطبيعية، وفي الغالب فإن المستشفى لا يستقبل أي حليب إلا أن يكون صالحاً لمدة لا تقل عن 6 أشهر. فيما زارت "الوطن" المستودع ولم تسجل أي حليب منتهي الصلاحية، وبالعودة إلى طارق توقع أنه تم إخلاء العبوات المنتهية فور علمهم بها. يشار إلى أن هيئة الغذاء والدواء كانت قد حذرت قبل أيام من شحنات معينة ومعروفة من حليب "سيملاك" المخصص للرضع دخلت إلى الأسواق السعودية، وذلك بعد فضيحة شركة "فونتيرا" النيوزيلندية التي اعترفت أن منتجا ملوثا صنعته لوث حليب الأطفال ببكتيريا تسبب التسمم. وكانت الشركة قد أعلنت أمس عن بدء التحقيق، ومن المتوقع أن تستغرق المراجعة التي يرأسها رالف نوريس، وهو كبير المسؤولين التنفيذيين سابقا ببنك كومنولث الأسترالي، ستة أسابيع.