قرأت في تويتر تغريدة أعجبتني كثيراً رغم حروفها التي لا تتجاوز ال140 حرفاً لكنها تحمل في طياتها المعاني والحكم، نص التغريدة: (لا تحكم على مستقبلك من الآن.. فالأنبياء رعوا الغنم ثم قادوا الأمم). لعل أعظم مثال وقدوتنا جميعا آخر الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم -. سوف أسرد في مقالي قصص البعض منها مما قرأت والبعض الآخر من واقعي. قبل عدة أعوام قرأت قصة نجاح قد نشرت مسبقا على صفحات صحيفة "الوطن" لوزيرة فرنسية من أصول مغربية عملت بائعة خضار إلى أن وصلت إلى منصب وزيرة عدل بعد أن عملت في تنظيف المنازل مع أمها، ثم مساعدة ممرضة وبائعة خضار، وكانت تنتقل من مهنة لأخرى مثل أية فتاة من أسرة مهاجرة، تبحث عن لقمة عيشها، وتساعد والديها، وواصلت دراستها وحصلت على عدد من الشهادات في الحقوق والعلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال، إلى أن عينت قاضية في المحاكم الفرنسية عام 1991، وفي مجتمعنا السعودي رجال أعمال كانوا عمالاً تحت أشعة الشمس الحارقة لكن بالجد والكفاح حققوا أعلى المناصب، وهناك شخصيات بارزة تميزت في مجالات معينة وأبدعت وحصلت على أرقى المستويات العلمية بالرغم من ذلك لو بحثنا عن السيرة الذاتية البدائية لوجدناها بداية بسيطة جدا تتجلى في أحد المعاهد المهنية أو الكليات أو غيرها. لكن المهم في ذلك هو المجتمع الذي يعيش فيه الشخص لأن هذا المجتمع له دور فعال في بناء الشخصية العلمية وبروزها، لذلك تجد هذا الشخص يربط بين الواقع وما يتعلم بقبول ما يشرح لمن حوله والدعم المعنوي له. أذكر على سبيل المثال أحد أعضاء هيئة التدريس دكتور بجامعة الملك سعود بكلية الهندسة يحكي لنا قصة نجاح، حيث بدأ بالتحاق بالمدرسة الثانوية الصناعية ثم مدرس في وزارة التعليم ثم محاضرا في كلية الهندسة وبعد حصوله على الدكتوراه عين أستاذا مساعدا ثم أستاذا مشاركا، وعين آنذاك وكيل جامعة الملك سعود لشؤون الفروع. بالمناسبة وامتدادا لقصص النجاح بدأت جامعة الملك خالد بإرسال نتائج القبول في التخصصات للطلاب والطالبات، ولفت انتباهي زوجتي عندما وصلتها رسالة بقبولها بالجامعة في تخصص غير التخصص الذي كانت ترغب به الذي جعلها تتذمر كثيرا، فلعل بداية النجاح والتفوق من هذا الاختيار ولنؤمن بأن الخير فيما يختاره الله، فلا نحكم على مستقبلنا من أول خطوة فهذه البدايات البسيطة لمناصب علمية ذات مكانة عالية في المجتمع، لم تجعل تلك البداية عائقا أمام الناجحين الطموحين بل حافزا لتطويرهم وتقلدهم المناصب وخدمة مجتمعهم.