ضعف التسويق، والعرض "الحصري"، و"زحمة المسلسلات"، والظروف السياسية والاقتصادية.. كلها تبريرات كانت "معلبة" وحاضرة على ألسنة المشاهدين، و"أسنة" أقلام النقاد، لتبرير فشل العديد من الأعمال الرمضانية هذا العام، إلا أنها لم تجد جميعا لتبرير، وتمرير الفشل الكبير الذي حصده مسلسل النجمة يسرا "نكدب لو قلنا ما بنحبش"، أو لتجميل فكرته المكررة. يسرا التي ارتبط بها الجمهور في رمضان كل عام، والتي سبق أن تألقت في أعمال مميزة، ومنها "حياة الجوهري"، و"قضية رأي عام"، و"أحلام عادية"، و"أوان الورد"، و"شربات لوز" العام الماضي، صدمت الجميع هذا العام بمسلسل "باهت" كانت محصلته تحذير للنجمة الكبيرة بأنها تقترب من الخروج من "قطار النجومية"، رغم أن الوقت مبكر جدا ل"تقاعد" فنانة بحجم "يسرا" لها رصيد هائل من الإعجاب في قلوب المشاهدين. تدور قصة المسلسل في إطارٍ اجتماعي كوميدي، وهو من إخراج غادة سليم، وتأليف تامر حبيب، ويتناول حياة مريم، السيدة المطلقة "يسرا"، التي ترتبط بأسرتها، وتساعدهم بشكل دائم، وتفكر في سعادة من حولها على حساب نفسها، وقد نذرت حياتها لغيرها - في مثالية مبالغ فيها - إلى أن تظهر في حياتها جارتها "دلال" المطلّقة أيضاً، والنقيض ل"مريم"؛ حيث اعتادت على حب الحياة، وتعيشها بلا قيود مجتمعية، وتتصاعد وتيرة الأحداث إلى أن تنجح دلال في إقناع مريم بأن تنظر إلى الحياة بعيون "دلال"، ثم تتبخر هذه الصداقة عندما تحبان رجلا واحدا على طريقة فيلم "دانتيلا" الذي شارك يسرا بطولته النجمة إلهام شاهين، والفنان محمود حميدة قبل عدة سنوات. ومن الحلقة الأولى إلى المشهد الأخير في المسلسل الذي يلعب بطولته إلى جانب يسرا اللبنانية ورد الخال، ومصطفى فهمي، ورجاء الجداوي، ويعرض على قنوات "دريم" و"أبوظبي" و"ART"، يبدو "نكدب لو قلنا ما بنحبش" حاملا للواء "الرومانسية" في دراما هذا العام، وشارك العمل في هذه المنطقة مسلسلا "فرح ليلى"، و"الداعية" عبر النجمتين ليلى علوي، وبسمة، وتفوقتا بامتياز في تلك المساحة. "لا جديد في الفكرة ولا المعالجة"، بهذه العبارة يمكن توصيف مسلسل يسرا؛ ودون تردد يمكن الجزم بأن "نكدب لو قلنا ما بنحبش" محطة تراجع في سلسلة الأعمال الناجحة التي قدمتها الفنانة في السنوات الأخيرة. أما مصطفى فهمي فيصر على العيش في جلباب واحد لم يخلعه في أعماله الأخيرة؛ حيث الرجل الوسيم "محطم القلوب"، في استنساخ ممل ل"كاركاتر" أكل عليه الزمن وشرب. فيما تبدو اللبنانية ورد الخال "فاكهة" العمل، وينتظرها مستقبل واعد في السينما والتلفزيون، وهي من نجمات الصف الأول في حصاد الدراما الرمضانية لهذا العام، وستكون رقما صعبا في الأعمال القادمة، شريطة توظيفها بشكل سليم، وإعطائها مساحة أكبر.