يعاني البعض من التهابات في الحلق طوال فترة شهر رمضان، ولا يعني ذلك أن المريض يعاني من التهابات بكتيرية، وأن يتسرع ويتناول المضادات الحيوية، فغالبا ما تكون الحالة شعورا بحرقان في الحلق بعد تناول الطعام مباشرة، وغالباً ما يمتد إلى منطقة الصدر. وأرجع أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة القاهرة الدكتور حازم عبدالتواب، ذلك إلى "ارتجاع المريء" وهو درجة من درجات الحموضة سببها تناول كمية كبيرة من الطعام على معدة فارغة بعد طول فترة صيام. يقول: "لذلك يفضل أن يكون الطعام مناسباً لدرجة حرارة الجسم، ويتم تناوله على فترات منتظمة لتجنب احتقان الحلق، ولكن إذا زاد الشعور بالحرقة والاحتقان، يجب الرجوع إلى الطبيب المعالج للتأكد من عدم الإصابة بالالتهاب البكتيري". وأضاف أن التهاب الحلق يظهر كعرض أساسي في الكثير من الأمراض الصعبة المتعلقة بمسالك التنفس العلوية، والتهاب المريء، وقد ينتج عن فيروسات جراثيم أو فطريات، أو ملوثات موجودة بانتظام في فراغ الفم والبلعوم، أو ملوثات تنتقل عبر الهواء". وأوضح الدكتور عبدالتواب أن "التهاب الحلق قد يسببه نوعا من البكتيريا العقدية (الأركانوباكتيريوم) وهي تظهر خاصة في أوساط المراهقين، وأحيانا تكون مرتبطة بطفح جلدي أحمر خفيف، كما يأتي أيضا نتيجة للتدخين، واستنشاق هواء ملوث، وتنفس هواء جاف عن طريق الفم، ووجود حساسيات مختلفة من مواد مختلفة كالغبار". وأكد "وجود مرض آخر يكون التهاب الحلق فيه العرض الأكثر بروزاً، وهو التهاب اللوزتين، حيث توجد اللوزتان في الجزء الخلفي للبلعوم، وعند إصابة هذه المنطقة بفيروس أو جرثومة، فإن اللوزة تصبح هائجة، وتنتفخ اللوزتان أكبر من حجمهما الطبيعي، يترافق مع هذا العرض التهاب في الحلق، وحرارة، وصعوبات في الابتلاع". وأضاف "على رغم أن صورة الالتهاب الفيروسي مميزة، لا يمكن دائماً التفريق بشكل قاطع بينه وبين الالتهاب الجرثومي فقط بالاعتماد على الأعراض السريرية، وعندها يجب القيام بفحوصات إضافية لتحديد التشخيص النهائي".