تجاوز عدد زوّار معرض الملك خالد المقام حالياً في منطقة عسير 20 ألف زائر منذ افتتاحه، وتنوّعت الفئات العمرية للزوّار، حيث كان عدد منهم قد عاصر فترة حكم الملك خالد- رحمه الله- وفئات أخرى لم تعاصرها؛ تجوّلوا جميعاً في المعرض الكائن على أرض مركز المعارض الدولي بأبها، وتفاعلوا مع ما يحتويه من وثائق وصور ومقتنيات خاصة ومخطوطات نادرة، خلّفها رابع ملوك الجزيرة العربية الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله، بعد أن وضع بصمته العملاقة في الجزيرة العربية، وشهدت البلاد في عهده نهضة تنموية جبّارة مازالت ثمارها تُقطف حتى يومنا هذا. "الوطن" التقت بعض زوار المعرض وخاصة كبار السن منهم لاستنباط شعورهم وردود فعلهم وهم بين هذا المخزون التاريخي لذاكرة ملك الإنسانية ومدى تأثرهم بحقبة زمنية قادها الملك خالد يرحمه الله لتقفز المملكة كل تلك القفزات وعلى جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والتعليمية. وفي هذا الصدد، قال غارم عواد "من مدينة الرياض" البالغ من العمر 80 عاماً: لقد وجدت نفسي وأنا أتجول بين كل القاعات وأستحضر كل تلك الفترات الزمنية والإنجازات الرائعة، وكيف أن الملك خالد رحمه الله استطاع بحنكته وحكمته القيام بهذه النقلة النوعية والكبيرة للمملكة، وأجد نفسي عاجزا عن الوصف والتعبير لأكتفي بالبحث عن معلومات وذكريات جميلة عشتها في فترة حكمه للمملكة، قد تثري معرفتي وتجعلني أعيش في تلك الأيام بخيالي. وأشار إلى حرصه على أن يصطحب معه ابنه البالغ من العمر 25 عاماً، ليريه معنى الرجولة المتجسدة في ملك تمسك بدينه، وتحدى صعاب الحياة ليرقى بوطنه وشعبه إلى جانب رفع وترسيخ مكانة المواطن السعودي بين دول العالم. وفي جانب من جنبات المعرض، توقفت أسرة عند إحدى الرسائل الشخصية للملك خالد يرحمه الله ليقرؤوها وهم مندهشون من صياغتها، التي تعكس التعامل الملكي الذي تربى عليه أبناء وأحفاد الملك خالد, فتحدثت يمنى الدوسري "من دولة الكويت" عن محتويات القاعة الخامسة قائلة: كم هو جميل أن يشاهد المواطن وعن كثب حياة الملك خالد يرحمه الله وخاصة علاقته بأسرته والتي تعتبر من منظوري أهم علاقة قد يحظى بها الإنسان, فما بالكم بهذا الإنسان الذي هو ملك حمل على عاتقه مسؤولية دولة وشعب وأسرة حارب ليحافظ عليها حتى في أيام مرضه. وقد رصدت "الوطن" أثناء تجولها بالمعرض رجلا كبيرا في السن، يشاهد صور الملك خالد وعندما اقتربنا منه قام بمسح دموعه حيث ذكر لنا مرعي العمري "91 عاما" السنوات التي عاشها تحت ظل حكم الملك خالد، وكيف كانت المملكة حينذاك، وما عمها من خيرات طبيعية وتغيرات سياسية وتعليمية كان من شأنها الرقي بوطن ووطنية شعب تعلق بملك عظيم اتصف بالإنسانية والصدق وحسن التعامل. إلى ذلك، لاحظت "الوطن" خلال جولتها في المعرض حرص أرباب الأسر على تعريف أبنائهم بما قدّمه الملك خالد رحمه الله للوطن والمواطن حيث قال ماجد التيهاني (15 عاماً) إن زيارته للمعرض منحته رؤية أخرى لتاريخ أجداده. وقال: كأني أرى هذه الأمجاد وهذا التاريخ يتجسد أمامي في كل لحظة. وأضاف أنه جند كاميرته الصغيرة لكي تحتفظ بكل هذه المعاني والمقتنيات القيمة للملك خالد. من جهتها، قالت نسرين العسيري "طالبة في المرحلة الثانوية" إن المعرض بكل ما فيه من أركان تحمل المعاني العظيمة عن الملك خالد كان مقصد العديد من الفتيات اللاتي رأين في سيرته وتاريخه ما يشعرهن بالفخر بهذا الوالد الذي سطرت سيرته من خلال كل ركن في هذا المعرض. يذكر أن المعرض يفتح أبوابه للزوّار على فترتين صباحية ومسائية، وسيستمر حتى الأربعاء بعد القادم الموافق التاسع والعشرين من شعبان الجاري، إذ سينتقل بمشيئة الله بعد عيد الفطر المبارك إلى محطته الثالثة في محافظة جدة.