تتغير برامج الأمهات اليومية خلال شهر رمضان المبارك، حيث تعيد الأم توزيع ساعات يومها ليفوز المطبخ بالنصيب الأكبر منها لإعداد المأكولات والأطعمة لمائدتي الإفطار والسحور، ويترتب على ذلك نقص وتقصير في المهمات الأخرى وفي مقدمتها الاهتمام بالأطفال وبرنامجهم الغذائي الذي يشهد اضطراباً ملحوظاً، إضافة إلى حدوث ارتباك في أوقات نومهم. ويغلب السهر وقلة ساعات النوم على الأطفال في الأسر السعودية في شهر رمضان، ومع صيام الكبار وعدم تحضير وجبات الغداء تنسى بعض الأمهات تقديم الطعام لأطفالها، خصوصاً عندما يتواكب وقت تقديم الوجبة لأبنائها مع وجودها في المطبخ لتحضير مائدة الإفطار، وهو ما يهدد الأطفال بالإصابة بنقص في الوزن والضعف والإرهاق الشديد بسبب تغيير جدولهم في النوم وسهرهم. وأكدت أخصائية التغذية، لطيفة المحسن، أن على الأم أن تحرص في شهر رمضان على أن توفر للطفل ما بين 4-6 وجبات غذائية لتحقيق التغذية المتوازنة، وأن يتناول الطفل وجباته الغذائية في أوقاتها، وعدم إهمالها لهم، خصوصاً في وجبات النهار، إضافة إلى التنويع في الطعام المقدم للطفل بحيث يشمل جميع العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها وبالكميات المناسبة، وتشجيع الطفل على الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن، وعدم ترك الطفل يتناول المقليات والمأكولات التي تحتوي على كميات عالية من السكريات، وإبعاده عن شرب المشروبات الغازية واستبدالها بعصائر الفاكهة الطبيعية. وأشارت المحسن إلى أن مظاهر إهمال الأمهات لأطفالهن تظهر بشكل واضح في شهر رمضان، وذلك بعدم تقديم الوجبات الغذائية لهم كاملة وفي أوقاتها، وذلك بسبب تغير عادات تناول الطعام في هذا الشهر، وإهمال تقديم الوجبات في أوقاتها المعتادة نهاراً، خاصة الإفطار والغداء، أو ترك الأطفال يصومون لساعات طويلة، أو تغذيتهم على المأكولات المقلية دون الاعتماد على نظام غذائي واضح، مما يضر بصحتهم ويجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض. ولفتت أخصائية التغذية إلى أن زيادة نسبة الدهون أو السكريات في الطعام المقدم للأطفال قد تصيبهم بالسمنة المفرطة، وهو ما ينطبق على اكتفاء الأطفال بوجبتي الإفطار والسحور، ما يعرض الكثير من الأطفال لمشاكل صحية وسوء تغذية ونقص في الوزن بسبب ذلك الإهمال، مؤكدة أن تغذية الأطفال في رمضان هي في غاية السهولة، وأنها فقط تحتاج إلى تنظيم أكثر لقلة عدد الوجبات، ولتكون تغذية الأطفال في رمضان سليمة.