يتساءل البعض عن سبب إلزام كل مريض يخضع لإجراء عملية جراحية ب"الصيام" قبل الجراحة، ويقول أخصائي التخدير والعناية المركزة بالمستشفى السعودي الألماني بعسير الدكتور ثراء ثروت أبو سالم أنه حين يخضع الإنسان للتخدير، فإن الأدوية التي يتلقاها قد تؤدي إلى تقلص المعدة، وحدوث قيء. وأضاف أن "الإنسان يفقد القدرة على إبقاء الطرق التنفسية مغلقة تحت التخدير العام، وحدوث قيء سيؤدي إلى دخول محتويات المعدة إلى القصبات، والطرق التنفسية، والرئة، مما يؤدي إلى حالة خطيرة تعرف باسم ذات الرئة الاستنشاقية، وهي حالة قد تكون قاتلة، وللوقاية من حدوث هذا الاختلاط الخطير، يجب على المريض أن يتوقف عن تناول الطعام قبل 6 8 ساعات من العملية، ويسمح له بشرب آخر كوب من الماء قبل 2 4 ساعات من إجراء العملية". وبين الدكتور أبو سالم أنه "في بعض الأحيان يخطط الطبيب لإجراء العملية تحت التخدير النصفي أو الموضعي، والذي لا يتطلب صيام المريض، ولكن قد يحدث أن تطول مدة العملية، أو يصادف الجراح وضعا خاصا، بحيث يضطر إلى تحويل العملية إلى التخدير العام، وهنا إذا لم تكن معدة المريض فارغة بشكل كامل، فقد يتعرض لحدوث ذات الرئة الاستنشاقية، وبالتالي فمن الأفضل أن يصوم المريض حتى لو كانت العملية تحت التخدير النصفي أو الموضعي". وقدم أخصائي التخدير بعض الإرشادات التي يجب اتباعها قبل إجراء أي عملية جراحية وهي "الاستحمام قبل أي عملية جراحية، وقص الشعر في مكان العملية بواسطة الآلة الكهربائية في صباح يوم العملية، والامتناع عن الطعام والشراب بشكل كامل لبضعة ساعات قبل الجراحة، واصطحاب جميع التحاليل والصور والأدوية الخاصة إلى المستشفى، وعدم التأخر عن الموعد المقرر في الحضور إلى المستشفى.