ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة جديدة فجر أمس عندما قتلت 20 شخصاً في غارات جوية على حلب وإدلب. وذكرت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 50 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح حين سقط صاروخ أرض أرض على حي باب النيرب في حلب. وقال المرصد إن الصاروخ كان يستهدف مقار لكتائب مقاتلة بينها "الدولة الإسلامية" في العراق والشام، لكنه سقط على منازل مدنيين تقع قريباً من تلك المقار. كما لقي رجلان و3 نساء وطفلة مصرعهم في غارات مماثلة على بلدة كفرلاته بإدلب، حيث تعرضت بلدات أخرى مثل معرة النعمان ومعرة مصرين للقصف. وقد تجدد القصف أول من أمس على أحياء دمشق الجنوبية مثل العسالي والقدم، وكذلك حي القابون شمال شرقي المدينة، وفقا لناشطين. ميدانيا فنَّد ناشطون معارضون مزاعم قوات الأسد التي زعمت أنها حقَّقت تقدماً باتجاه استعادة حيّي الخالدية وجورة الشيّاح بحمص، وذلك في إطار الهجوم الواسع الذي تشنه على المدينة منذ نهاية الشهر الماضي. وأفاد الناشطون بأن القتال لا يزال مستمراً في محيط الحيّين المحاصرين منذ شهور طويلة. وفي حمص أيضاً تحدث ناشطون عن مقتل أكثر من 70 من عناصر المليشيات الموالية للنظام في كمين في تدمر بريف حمص. في سياق الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف2 قال سفراء في مجلس الأمن الدولي إن المجلس لا يزال منقسماً إزاء عقد المؤتمر، وذلك عقب عقد جلسة مغلقة مع ممثلين عن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في نيويورك، وسط مطالبة قادة الائتلاف بمزيد من الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد للقبول بانتقال سياسي ينهي النزاع. ولم يحقق الاجتماع بين الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس والائتلاف الوطني للمعارضة السورية أي تقدم يذكر في الجهود لإنهاء النزاع في سورية، الذي تقول الأممالمتحدة إنه أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص. ولا تزال قضية عقد مؤتمر سلام جديد في جنيف تراوح مكانها، في ضوء رفض المعارضة لأي دور للأسد في حكومة انتقالية مقبلة، إلا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب عن تفاؤله بإمكانية انعقاد المؤتمر، قائلا "أنا متفائل جداً، هناك هذا الشعور القوي بأن مؤتمر جنيف مهم وسوف نسعى لإنجاحه". وتسعى كل من واشنطن وموسكو جاهدتين لعقد هذا المؤتمر على أمل التوصل إلى حلٍ سلمي للنزاع الدائر في سورية منذ أكثر من عامين. من جانبه رأى سفير بريطانيا لدى المنظمة الدولية ومهندس الاجتماع ليال غرانت أن المعارضة السورية وجهت رسالة "إيجابية" لأنها رفضت ما وصفه ب"التطرف" وفضلت التركيز على الديمقراطية. كما أن الالتزام الذي أبدته المعارضة من شأنه تشجيع أعضاء مجلس الأمن، مضيفاً أنه "يبقى معرفة ما إذا كان النظام على الدرجة نفسها من الالتزام". وأضاف "تلقينا رسالة إيجابية للغاية من رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا، الذي قدم التزاماً بالمشاركة في مؤتمر جنيف".