من أبرز ذكريات رمضان التي تحتفظ بها سيدة الأعمال رجاء زيلعي أيام الطفولة و"لمة" الأسرة واجتماع الأهل والأعمام وأبناء الأعمام على سفرة واحدة، وتقول سيدة الأعمال التي اشتهرت كأبرز هاوية لعمل الديكور المنزلي وهدايا العرسان والمواليد بأسلوبها الفريد في صنع "التفاسير" وحلوى الكب كيك، إن رمضان اختلف كثيرا عن السابق فقد كانت الأسر الجداوية تحتفظ في السابق بحياة أسرية مترابطة، حيث يحرص الأب والأم على تزويج الأبناء الذكور في ذات المنزل الذي تقيم فيه العائلة. وعن طفولتها تؤكد أنها نشأت في بيئة أسرية ضمت الكثير من الأعمام والجد والجدة، وتذكر أن جدها لوالدها كان حريصا على جمع أولاده على سفرة واحدة وكانت زوجات أبنائه يتنافسن في صنع أشهى المأكولات التي تشتهر بها بيوت جدة ومكة. وتذكر أن السفرة التي كانت في زمن جدها كانت تضم الأعمام وزوجات الأعمام وأبناء وبنات العم وكان الإفطار يبدأ بالدعاء والتراحم وتصحب لحظات انطلاق المدفع ضحكات الصغار وفرحة تناول العصائر والسمبوسة، وأكثر ما تتذكره في زمن جدها أنه كان يوصي الجميع بجعل الباب مفتوحا لاستقبال الجيران من الذين كانوا قد يحتاجون لبعض الأشياء ويأمر بإرسال بعض الأطباق للجيران من المتعففين، حيث كانت الحياة قاسية على البعض وقديما كان التجار المعروفون يأتلفون ويشاركون بأموالهم ويدفعون لأحد المطابخ التي تهتم فقط بعمل الوجبات الرمضانية لتقوم بدورها بتوزيع ما تنتجه على المحتاجين والمساجد، ولم يكن في جدة صائم إلا ويحصل على نصيبه مضاعفا من الطعام. وتشير إلى أن الحياة القديمة كانت تعج بالمحبة والإخلاص بين الأهل والجيران. ومع تعدد الثقافات أصبحت الفتيات يقلدن كل جديد ويبرعن في الطبخ وصنع الحلويات ثم تفرقت الأسر مع دخول التطور الاقتصادي وأصبح البعض ينتقل إلى منازل حديثة الأثاث وتفتت رويدا رويدا العادات والتقاليد ولم يبق منها غير التهنئة عبر الهاتف ثم تبعها الجوال. وتوضح زيلعي أنها بدأت صنع الديكور الداخلي والرسم على الأبواب ببيتها الجديد وبرسم آيات قرآنية ومواعظ وأذكار على أوراق الشجر والتي لاقت قبولا كبيرا بين صديقاتها ومنها بدأت في تعتيق الألوان وتوسعت في نشاطها، حين بدأت جارتها يطلبن منها عددا كبيرا من منتجاتها فلجأت لتخصيص غرفة بمنزلها لعمل المنتجات التي برعت فيها، وتطورت من صنع الديكورات إلى تجهيز المناسبات الخاصة وصنع المأكولات الخاصة بعيدي الفطر والأضحى ورمضان وغيرها من المناسبات مثال (غمرة، وزواج، وحفلات تخرج الطالبات، والمواليد). وتضيف أن أسلوب "تفاسير" معنى تعرفه الجداويات وهو تقديم هدايا المناسبات حسب الأعمار مع تناسب الفئات العمرية، لذا أطلقت عليها اسم "المتميزة لكل المناسبات" وتعمل على توزيع الهدايا لكل المواسم وتقوم بشراء المستلزمات قبل فترة من المناسبة وتشتغلها مع بناتها وقبل تسليم الهدايا تحرص على سؤال الزبونة عن الألوان التي تناسبها. وتختص بأسلوبها المتميز في توزيع "التفاسير" الخاصة بالمواليد، حيث تحرص على السؤال عن نوع المولود، "ولد أم بنت"، وتقوم بعمل الهدايا المناسبة لكل الأعمار لترضي جميع الأذواق حتى يتم الاحتفاظ بالهدية لأطول فترة. وعن الوجبة التي تختص بها في شهر رمضان وتفضل وجودها على المائدة، قالت إنها تفضل صنع المهلبية وهي حلوى سريعة التحضير ومدة الطبخ 10 دقائق وتتلخص طريقة التحضير في وضع النشا على قليل من اللبن البارد ويقلب جيدا ويحلى باقي اللبن بالسكر ويرفع على النار حتى يغلي ثم يضاف النشا المذاب سابقا مع التقليب السريع بالمضرب ويرفع الخليط بعد نضحه وتماسكه من على النار وتضاف له الفانيليا أو ماء الورد ثم يترك ليبرد فترة ربع ساعة وتجهز أطباق خاصة لتعبئتها وترش بالمكسرات المبشورة حسب الرغبة.