تماثل للشفاء قائد القطار "إسباني"،ومساعده "سعودي"،والمترجم "أردني" المصابون في حادث تصادم قطار الركاب رقم 8 بمعدة صيانة تعمل على الخط الحديدي مساء أول من أمس بالقرب من محطة بقيق، ونتجت عنه وفاة سائق المعدة وإصابة مساعده، وتضرر مقدمة القاطرة. وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية محمد أبوزيد في تصريح أمس إلى "الوطن"، أن حركة قطارات الشحن والركاب لم تتأثر بالحادث، وأن حركتها مستمرة طبقا للجدول الزمني لمواعيد جميع الرحلات، مبينا أن القطار لحقت به أضرار كبيرة في المقدمة، استوجبت إدخاله أمس ورشة الصيانة في المؤسسة. وأضاف أن القاطرة التي تعرضت للحادثة هي من القطارات الموردة حديثا من إسبانيا، وتتولى الشركة المصنعة لها أعمال تشغيلها على الخط الحديدي في المملكة، مشيرا إلى توفير "مترجم" دخل عربة القطار ليتولى الترجمة لقائد القطار والتواصل مع غرفة التحكم في المؤسسة، لافتا إلى أن لدى المؤسسة عدة قاطرات "حديثة" الصنع موردة من مصنع إسباني، لذا لن يكون هناك ضرر من توقف هذه القاطرة. وأوضح أن جهات الاختصاص في المؤسسة شرعت في تشكيل لجنة لتقدير حجم الأضرار والخسائر المادية الناتجة عن الحادثة. وكانت المؤسسة حملت الشركة المنفذة لأحد المشروعات على امتداد الخط الحديدي، مسؤولية الحادثة، إذ ثبت أن سائق المعدة من خلال التحقيقات مخالف لقواعد وتعليمات السلامة التي يجب اتباعها من قبل جميع المقاولين، حيث تنص أنظمة التشغيل بالمؤسسة على وجوب توقف جميع المعدات قبل مرور القطارات ب15 دقيقة والابتعاد عن الخط الحديدي بمسافة لا تقل عن خمسة أمتار، وأن هذه الأنظمة يتم تزويد جميع المقاولين العاملين على امتداد شبكة الخطوط الحديدية بها، كما يتم إخطارهم مسبقا بمواعيد مرور القطارات على المواقع التي يعملون فيها، إضافة إلى إلزامهم بضرورة التواصل مع مركز التحكم الآلي عند تحريك أي معدات على الخط أو بالقرب منه. وأوضحت المؤسسة في بيانها أمس، بأن رحلة القطار متجهة من الرياض إلى الدمام، حيث تفاجأ قائد القطار بعد مغادرته محطة بقيق بعبور إحدى معدات صيانة للخط الحديدي في منطقة "مسيجة" بالكامل من الجهتين، وعلى رغم محاولات القائد إيقاف القطار بواسطة الفرامل الاضطرارية إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب قرب المعدة من القطار، واتخذت كافة الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات وسمح للقطار بمواصلة رحلته بعد الاطمئنان على طاقم القطار حيث وصل إلى محطته الأخيرة الدمام عند الساعة 11:30 مساء وتم استقبال الركاب والملاحين بالمحطة بوجود فريق طبي لتقديم أي خدمات علاجية وإسعافية وغادر الجميع المحطة مباشرة بعد أن تبينت سلامة جميع الركاب والطاقم. من جهته، أوضح رئيس عام المؤسسة المهندس محمد السويكت أن ذلك لا يعفي المؤسسة مطلقا من المسؤولية، وأن الجهة المختصة داخل المؤسسة كان عليها متابعة المقاول للتأكد من مدى التزامه بتعليمات السلامة والآلية التي تتم بها متابعة تطبيق إجراءاتها على أرض الواقع، مؤكدا حرص المؤسسة على انتهاج آليات واضحة لتفادي وقوع ذلك مستقبلا.