لم تقتصر مشاريع إفطار الصائمين التي تنتشر في أنحاء المملكة منذ بداية شهر رمضان المبارك على الأماكن التي خصصت بالمساجد فقط، بل تجاوز ذلك إلى نصب الخيام على بعض الطرق السريعة، بمشاركة شباب متطوعين لتقديم وجبات الإفطار للمسافرين الذين ما أن يروا تلك المشاريع إلا وتتوقف بهم مركباتهم لتناول الإفطار المعد لهم وكذلك العمالة الأجنبية التي أجبرتها لقمة العيش على الصيام خارج أوطانهم وبعيدا عن ذويهم. ورصدت "الوطن" خلال جولة ميدانية شباب لم تثنهم حرارة الجو ولهيب الهواء الساخن في هذه الأيام الوقوف لمدد طويلة لتوزيع وجباب إفطار الصائم على المسافرين على الطرقات التي يسلكها المسافرون احتسابا للأجر حيث اعتاد هؤلاء الشباب كل عام على هذا النهج في التوزيع على المسافرين. وذكر الشاب عبدالعزيز المحيل الذي تواجد على أحد الطرق السريعة لتوزيع الإفطار على الصائمين، أنه اعتاد منذ عدة سنوات من كل عام عند دخول شهر رمضان مع مجموعة من أصدقائه في هذا المكان على توزيع وجبات الإفطار على المسافرين. وأضاف المحيل أن مشروع إفطار المسافرين الذي يشارك فيه تحت مظلة مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في قبة، مؤكدا أنهم يقومون بتوزيع أكثر من 100 وجبة إفطار على المسافرين يوميا، مبينا أن الوجبة التي يقومون بتوزيعها على المسافرين تحتوي على التمر والماء والعصير وبعض الفطائر المنوعة. وأشار إلى أن أكثر ما يدفعهم لهذا العمل هو احتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى، وما يقابل عملهم هذا كل يوم من دعوات من المسافرين الذين تقدم لهم وجبات الإفطار. وتحدث الشاب تركي العمشاوي الذي تطوع لتوزيع وجبات الإفطار على المسافرين أنهم يقومون كل يوم وقبيل المغرب بساعة بالاتجاه إلى الموقع الذي يقف فيه مع مجموعته لتوزيع الإفطار، حيث يحرصون كل الحرص على عدم تعرض وجبات الإفطار للشمس لكي لا تتعرض لأي تلوث قد يضر بصحة الصائم. وأضاف قائلا "نستمر في عملية التوزيع إلى بعد المغرب حيث إن معظم من يقومون بالتوزيع بتناولون وجبة الإفطار في موقع التوزيع لأن هناك مسافرين يسلكون الطريق بعد أذان المغرب بمدة قد تصل إلى النصف ساعة فالبعض يبقى تحسبا لمثل هؤلاء من المسافرين".