لاقت ظاهرة «الإفطار الجوال» استحسانا كبيرا في الشارع السعودي ليس فقط لما تمثله من معاني تواصل وخير، وإنما لدورها في منع حوادث مرورية كانت معتادة في مثل هذا الشهر نظرا إلى تعجل البعض الوصول إلى منازلهم للحاق بموعد الإفطار. ويتم توزيع وجبات الإفطار الجوال على سائقي السيارات عند إشارات المرور من خلال عمل تطوعي يقوم به شباب، وذلك كسبا للأجر من جهة، ولجعل سائقي السيارات يسيرون بالسرعات العادية حتى لا يتعرضوا لحوادث، علما أن تطبيق نظام «ساهر» في عدد من مدن المملكة كان له دور بارز في تخفيض معدل الحوادث. وقال المشرف على مشروع «الإفطار الجوال» في جمعية البر محمد المطيري إن الفكرة تتلخص في توزيع وجبات إفطار معدة في علب في وقت الإفطار عند الإشارات المرورية لكل عابري الطريق وراكبي السيارات ومرافقيهم؛ ما ساهم في تقليل نسبة الحوادث بحسب إدارات المرور التي تشيد بهذا المشروع. وأضاف المطيري أن من يقومون على تنفيذ المشروع يخرجون قبيل الأذان، وهم يحملون العلب التي تجهز في فرع الجمعية ليكون انتشارهم عند محاور وتقاطعات مهمة، مضيفا أنه تم تحديد أماكن التوزيع بناء على دراسة المناطق والطرق الأكثر استخداما في المدن وقت الإفطار. وقال علي القحطاني، وهو أحد المشاركين في الحملة، إن الشباب الذين يشاركون في هذه العملية التطوعية «يرجون فقط الأجر»، ويتركون أسرهم لمساعدة المجتمع في توفير هذه الوجبات. وتتفاوت الوجبة من فريق توزيع إلى آخر، فبعض الذين يقومون بالمشروع من تلقاء أنفسهم يقدمون الماء والتمر لكن الجمعيات تضع في الغالب المشروبات من ماء أو عصير إضافة إلى التمر والفطائر والحلوى أو «السمبوسة». وتشكل وجبة الإفطار لحظة مهمة للاجتماع بالأهل، ومعايشة الأجواء الرمضانية معهم، ويقول مفلح الزهراني إنه يضبط مواعيده يوميا حتى لا يتأخر عن هذا الموعد. ويشير إلى أن الإفطار مع الأهل يمثل واحدة من المزايا الإنسانية للشهر الفضيل، حيث إن انشغالاته في الشهور الأخرى تمنعه من رؤية أطفاله الصغار بشكل يومي، وأحيانا ربما لا يراهم لأيام. أما في رمضان فيكون الإفطار فرصة للقاء منتظم. ويقول الزهراني إنه يضطر أحيانا لمضاعفة سرعة سيارته حتى يصل إلى منزله في موعد الإفطار، مشيرا إلى أن ذلك عرضه في بعض المرات لأخطار حقيقية، لكن في رمضان الجاري، وبعد تطبيق «ساهر» في الرياض، صار يتحرك بسرعة أقل، فإذا حان موعد الإفطار يجد من يعطيه وجبة يكسر بها صيامه ثم يواصل. وثمن أيمن مبروك، وهو وافد مصري، ظاهرة الإفطار الجوال، وقال إنها تدل على مدى حب الشاب السعودي لفعل الخير، والقدرات التطوعية التي تميزه في هذا الشهر الفضيل. وتمنى مبروك أن تتواصل مثل هذه المبادرات الشبابية في غير شهر رمضان، معتبرا أنها تعطي صورة ممتازة عن الشباب السعودي