أعلن أدباء وفنانون مصريون أول من أمس فض اعتصامهم بمقر وزارة الثقافة والذي استمر 35 يوما شملت أنشطة فنية وثقافية كما نجحوا خلاله في التصدي لمحاولة فض الاعتصام بالقوة من قبل مناصرين للرئيس المعزول محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وكان العشرات من الأدباء والفنانين بدأوا في الخامس من يونيو الماضي اعتصاما مفتوحا في مكتب الوزير علاء عبدالعزيز مطالبين بإقالته بعد اتهامه "بتجريف الثقافة الوطنية وأخونة الوزارة" كما جاء في بيان بدء الاعتصام الذي أعلنوا فيه أنهم لن يغادروا حتى يسقط النظام. ووجه المعتصمون عشية خلع مرسي في الثالث من يوليو "نداء عاجلا" إلى الجيش والشرطة "للتحفظ الفوري على محمد مرسي وجماعته حماية لشعب مصر العظيم بعد دعوته للفتنة وخروجه السافر على إرادة الشعب صاحب السيادة والقرار" في إشارة إلى خطاب أخير لمرسي تمسك فيه بموقعه. وقال السيناريست سيد فؤاد لرويترز في اتصال إن الاعتصام "أدى الهدف منه وأتى ثماره" وانتهى دوره بعد التحام المثقفين بالجموع التي خرجت تطالب بإنهاء حكم الإخوان المسلمين يوم 30 يونيو. وأعلنت وزارة الثقافة في العاشر من يونيو تأجيل الدورة السابعة عشرة للمهرجان القومي للسينما المصرية إلى أجل غير محدد بسبب الاعتصام وإضراب فرق دار الأوبرا التي يقام بها المهرجان. وكان مقررا أن يقام المهرجان في منتصف الشهر الماضي. وشهدت فترة الاعتصام معارض للفن التشكيلي وأمسيات للشعر والغناء بمشاركة موسيقيين منهم إيناس عبد الدايم ونسمة عبد لعزيز وفرقة اسكندريلا الغنائية، إضافة إلى تقديم عروض لباليه زوربا في الشارع للمرة الأولى. فيما أكد الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ورئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي ل"الوطن" أن مثقفي مصر يتطلعون إلى تحقيق مصالحة وطنية مصرية خلال المرحلة المقبلة بعد رحيل النظام وبناء دولة عصرية ديمقراطية، بعدما أخذنا النظام السابق إلى نوع من الاستقطاب والانقسام وصل حد الاقتتال. وسبق أن أطلق مثقفو مصر الذين اعتصموا بمقر وزارة الثقافة دعوة لزملائهم المبدعين والفنانين والمثقفين إلى التجمع بمقر الوزارة، لإطلاق مسيرة من الوزارة إلى ميدان التحرير لتسجيل احتجاجهم السلمي على ما وصفوه بممارسات العنف التى ترتكبها جماعة الإخوان المسلمين. وأكد معتصمو الثقافة فى بيان أن قرارهم باستمرار اعتصامهم بمقر الوزارة بعد سقوط النظام، جاء ليتوافق مع قرار بعض القوى السياسية التى طلبت من الشعب المصري عدم ترك الميادين لحماية مكتسبات ثورة 30 يونيو والتأكيد على أنها ثورة شعبية خرجت من قلب المصريين.