استيقظت العاصمة السورية دمشق أمس على وقع 3 تفجيراتٍ في عدة أحياء، فيما واصل الطيران الحربي والمدفعية قصف حمص لليوم الحادي عشر على التوالي، في وقتٍ لم تسلم فيه درعا من آلة النظام العسكرية، إذ قصفت قرية الشيخ مسكين والطيبة بالمدفعية الثقيلة. وشن الجيش الحر هجوماً كاسحاً على مواقع أمنية وعسكرية في الرقة (شمال شرق)، لتعود إلى الواجهة من جديد، بعد هدوء خلال الأسابيع الماضية، لانشغال قوات الأسد بحصار حمص ومعاركها بريف دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نقص المواد الطبية يؤدي إلى موت العديد من المصابين جراء الحملة العسكرية على حمص. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "القصف المتواصل للقوات النظامية جعل من الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بحمص أكثر سوءا". وأضاف أن "عددا غير محدد من المقاتلين والمدنيين الذين أصيبوا في الأيام الماضية يموتون بسبب عدم وجود مواد طبية لتوفير العلاج اللازم لهم". وأوضح أن "التجهيزات الطبية القليلة التي كان المقاتلون يتمكنون من إدخالها عبر الأنفاق، أصبحت غير ميسرة حاليا بعد تعرض الأنفاق للقصف. ما نراه في حمص حاليا هو انتهاك تام للقانون الإنساني الدولي". إلى ذلك، اعتبرت المعارضة السورية خطوة الأسد بإزاحة الوجوه القديمة لأعضاء اللجنة المركزية في حزب البعث، بمثابة ردٍ بعد 48 ساعة على إعادة هيكلة المعارضة وانتخاب قيادةٍ جديدة. وأوضح رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور جورج صبرا ل"الوطن" أن النظام السوري عاش الفترة الأخيرة في حالة "غيابٍ سياسي"، على حساب ما يمارسه من عنفٍ وإرهاب، مبني على نهج وسلوك طائفي ينتهجه النظام. وأضاف "خطوة الأسد في تغيير حزب البعث لم تأت من فراغ، إنما جاءت رداً على التأهيل الذي تعيشه حالة المعارضة حالياً، خصوصاً بعد مشاريع التسليح التي باتت في العلن، واستوجبت من المعارضة أن تعيد تأهيلها من الناحية السياسية والعسكرية على حدٍ سواء". ووصف تسليم بعض سفارات نظام دمشق للمعارضة، ومقعدها في الجامعة العربية، بمثابة "طعناتٍ سياسية" في ظهر نظام الأسد، الذي أخذ ب "لملمة" أوراقه تحضيراً لمؤتمر جنيف 2، الذي يتطلب أن يتمتع النظام بفضاءٍ سياسي افتقده النظام في الفترة الأخيرة. وقال صبرا "نظام الأسد غائب تماماً سياسياً منذ اندلاع الأزمة، خبراء السياسة تمت إزاحتهم على حساب خبراء الدم والقتل والإرهاب، فمنذ عامين لم يكن بسورية نظام سياسي، بل للأسف كان هناك خبراء قتل من زمرة الأسد الحاكمة، وداعميه الإيرانيين والتابعين لحزب الله وميليشيات المالكي". من جهة أخرى، رحب الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أمس بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بفرض هدنة في سورية خلال شهر رمضان. وقال الجربا في ختام محادثات أجراها في أنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس "نرحب بالتاكيد بهذه الدعوة". وأضاف "سبق أن طلبنا هدنة مماثلة بسبب الوضع الملح في حمص"، مؤكدا أن استمرار وقف إطلاق النار لن يكون ممكنا إلا إذا "مارست الدول الصديقة لسورية ضغوطا في هذا الصدد على النظام" السوري.