يبدو أن لا سبيل لمقاتلي الجيش الحر في حمص، سوى التحول إلى "فرق انتحارية" لسد ثغرة التفاوت في العتاد والسلاح والذخيرة، بين قوات النظام المدعومة بميلشيات حزب الله، ومقاتلي الجيش الحر. وعلمت "الوطن" أن قادة كتائب تابعة للجيش الحر، وضعوا خططاً تكتيكية، لمواجهة آلة نظام الأسد ب"الأحزمة الناسفة"، و"الفرق الانتحارية"، لتغطية نقص العتاد والسلاح، التي تعاني منها كتائب الجيش الحر. وعزا قياديٌ بالجيش الحر، تحدث ل"الوطن" أمس، فضل عدم الكشف عن هويته، ذلك للنقص في العتاد، وأن كثيراً من مقاتلي الجيش الحر بات يعتمد على "العتاد الشخصي". وطبقاً لتأكيدات مصادر ميدانية ل"الوطن"، فإن عدداً من قادة الكتائب المقاتلة في حمص والقرى التابعة لها، اتفقوا على أن تتم مواجهة آلة الأسد العسكرية "الأرضية" ب"الأحزمة الناسفة"، في إطار خطةٍ عسكرية، لتغطية حالة نقص الذخيرة والعتاد، التي تُعاني منها كتائب الجيش الحر المرابطة في حمص. وتصد تلك الكتائب عمليات اقتحام قوات النظام لحمص، وهو الأمر الذي جعل قوات النظام الجوية، تُكثف طلعاتها الجوية، لقصف مراتع المقاتلين. يأتي ذلك، فيما قال قائد الأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس إن تعزيزاتٍ بدأت بالتوجه لحمص، عبر دفعاتٍ متتالية، وأن قيادة أركانه لديها وثائق بتسليم تلك الدفعات من الأسلحة، لقيادة الجبهة المقاتلة في حمص، مؤكداً إرسال دفعات متتالية من الأسلحة والذخيرة "بشكل يومي" إلى قيادة جبهة حمص. ولم تهدأ المحافظة المحاصرة، حيث دكّت بطائرات الأسد، مدعومةً بفرق أرضية، مسنودةً من مقاتلي حزب الله، كما أكدت المصادر الميدانية ل"الوطن"، أن عمليات القصف الجوي والأرضي "لم تهدأ منذ ليل البارحة الأولى". وشهدت المحافظة "قصفاً مكثفاً" على حد وصف المصادر، ما قاد المقاتلين إلى التنسيق مع بعض مقاتلي المحافظات الأخرى للتوجه لحمص، لفتح ثغرةٍ يستطيع من خلالها مقاتلو المدينة تغيير بعض التكتيكات الأرضية. وقالت المصادر: "طلبنا المساندة من بعض المقاتلين في المحافظات الأخرى، لمساعدتنا في فتح ثغرةٍ أرضية، وإشغال قوات الأسد وحزب الله، لنتمكن من الحركة، في وقت لم تستطع تلك القوات الأسدية التقدم لاقتحام أحياء المدينة، خصوصاً حي الخالدية". وأضافت المصادر الميدانية: "محاولات قوات النظام وميليشيات حزب الله حثيثة لاقتحام المدينة، وهناك سعي لتدمير مسجد الصحابي خالد بن الوليد، لكن ذلك لم يتم، حيث صد مقاتلو الجيش الحر تلك المحاولات". وتواصل القوات النظامية السورية قصفها العنيف على حي الخالدية والأحياء الأخرى المحاصرة في وسط مدينة حمص لليوم التاسع على التوالي، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن حوالى 70% من حي الخالدية بات مدمراً. يأتي ذلك في وقت يعتزم فيه الائتلاف الوطني السوري، الذي تشكل بهيئة سياسية جديدة أول من أمس، وضع خطةٍ سياسية، وعسكرية، وإعلامية، لفك الحصار عن حمص، طبقاً لما أعلنت عنه قيادات في المعارضة السورية، التي أخذت على عاتقها توجيه رسائل عاجلة للمجتمع الدولي، للتدخل لمنع حدوث مجزرةٍ ربما تلجأ لها قوات نظام الأسد بين لحظةٍ وأخرى.