دارت اشتباكات عنيفة، أمس، بين الجيش السوري الحر وقوات نظام بشار الأسد التي حاولت اقتحام حي الخالدية في مدينة حمص، دون أن تستطيع التقدم، وتكبَّدت خسائر فادحة في الرجال والعتاد. وقالت مصادر إنَّ اشتباكات دارت أمس على محاور بابا عمرو والإنشاءات وقرية الخالدية والغاصبية وقرب صوامع الحبوب وبالقرب من «كراج السلام» و»استراحة النورس»، فيما قصفت قوات حزب الله اللبناني مناطق القصير في الريف الجنوبي لحمص. وذكر الناطق الرسمي باسم جبهة حمص العسكرية مرهف الزعبي أنَّ قوات النظام قصفت بالطائرات الحربية والمدافع الثقيلة والصواريخ أحياءَ حمص القديمة، وخاصة أحياء باب هود وباب التركمان والحميدية والقرابيص والقصور وبني السباعي وجب الجندلي وسوق المسقوف وسوق الناعورة وسوق الخضر وباب المسدود والأحياء المحاصرة كالخالدية وجورة الشياح والقرابيص وبابا عمرو وجورة العرايس وبلدات الرستن وتلبيسة والحولة والقصير وآبل. وأوضح أنَّ النظام، وبعد سقوط حي بابا عمرو وبدء معركة تحرير حمص، سارع إلى دكِّ المدينة وريفها بكل أنواع الأسلحة لإيقاف تقدم الجيش الحر وضرب خطوطهم الخلفية. وأكَّد الناطق أنَّ النظام يعتبر معركة حمص معركة مصيرية، وتابع «هي بالنسبة له حياة أو موت ويعتبرها أهم من دمشق وسقوطها أخطر على مستقبله من سقوط أي مدينة أخرى، ويوليها اهتماماً كبيراً». وأشار إلى أنَّ النظام دعا أهالي الأحياء الموالية في حمص للبقاء في أحيائهم ومنازلهم، كي تكون هذه الأحياء قواعد خلفية له، وقال الناطق إنَّ النظام أحضر عناصر من حزب الله وإيران والعراق إلى المنطقة للقضاء على الثورة في حمص، مضيفاً أنَّ النظام يحاول إيقاع مزيد من القتل والتهجير والدمار لإخلاء المنطقة تمهيداً لإقامة دويلته الطائفية المزعومة. وأوضح أنَّ الجيش الحر بدأ معركة تحرير حمص، ولن يتراجع عن هذا الهدف مهما بلغت التضحيات، ولفت إلى أنَّ المقاتلين الذي بدأوا زحفهم إلى المدينة يقتحمون الموت وشعارهم الشهادة أو النصر. وأشار إلى تحرير قرية الخالدية وحاجز جسر الخالدية وتحرير حاجز كاسر العجي كما تم تحرير حاجز مؤسسة الكهرباء في المدينة. وذكر الناطق أنَّ معركة التحرير لن تتوقف حتى إخلاء كامل المدينة من قوات الأسد، وتحرير كامل سوريا وإسقاط النظام دون تفاوض معه، واعتبر أنَّ التفاوض مرفوض مع قوا الأسد. وقال إنَّ النظام يستخدم قوات كبيرة في ريف حمص الشمالي، ومنها كتيبة الهندسة قرب الرستن، التي تضم بالإضافة إلى ضباطها وجنودها شبيحة من قرى موالية، كما تشارك قوات من الفرقة 15 والفرقة 18 والفرقة الرابعة واللواء 47. وفي دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إنَّ اشتباكات عنيفة جرت أمس بين الجيش الحر وقوات الأسد في منطقة «محطة البولمان» الوقعة قرب حي القابون، فيما تعرضت مدينة زملكا في ريف دمشق لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية الثقيلة. ومن جهة أخرى، قالت شبكة «أخبار دمشق» إنَّ الجيش الحر أسقط طائرة حريبة من طراز «ميغ» فوق مطار دمشق الدولي. وأفادت لجان التنسيق المحلية أنَّ كتائب الجيش الحر سيطرت على المشفى الوطني وبنك الدم بمدينة دير الزور وقتل أكثر من 25 عسكرياً من قوات النظام. رجل يبحث بين أنقاض منزله المدمر