كل بلد فيه وجهاء وفيه أيضاً من يكون متحدثاُ وجاهراً بما يعانيه الناس من هموم وأشجان ، هي في حقيقتها تمثل مشكلة تؤرق الناس وليس السبيل إلى القضاء عليها إلا بوجود عنصر فاعل يمثل المنطقة ويعكس الصورة واضحة وجلية. كم هم الذين كانت لهم الصولة والجولة في ميادين المشاركة ، ولكن كان نصيبنا منهم تجاهل قضايانا وعدم الاكتراث لها ، ربما لعدم القدرة على إيصال الرسالة وعرضها أمام المسؤول بشكلها المقبول، إننا في هذا الوقت بالذات فقدنا ما يُسمى بالرجل المرجعي أو (وجه البلد) كما يسميه العامة ، ولا نعرف تحديدا المراجع العلمية والاجتماعية ، وحتى الإنسانية التي تبرر عدم وجود مثل هذا العنصر ، ولا نعرف قد يكون هناك سبب يغرب عن بالنا كون مثل هؤلاء الرموز قد أفل نجمهم وقد غابت شمسُهم ، نتيجة مفاهيم حديثة استجدت على الناس ، وأصبحت أمور الناس تدار بطريقة تنظيمية مقننة ليست بالضرورة هي ما يريده الجميع ، لأنه وفي أحيان كثيرة ترك النظام مساحة لخبرة كبار السن ، ليمارسوا دورهم المرجعي ، وحقيقة دورهم التاريخي .