قال الفنان المسرحي البحريني عبدالله السعداوي: إنه أخرج المسرح من العلبة الإيطالية إلى أماكن أخرى كالقلاع والساحات العامة، والبيوت الشعبية والحديثة، وكانت تجربته تقوم على الجسد وممكناته والمكان ودراسته، والمتلقّي، حتى صار المسرح قريبا من المتلقي نفسه. وتطرق سعداوي لتجربته المسرحية منذ أن كان يافعا، واقتصرت حينها على العروض الكوميدية، خلال جلسة أول من أمس أدارها المسرحي عباس الحايك، مع لفيف من الفنانين المسرحيين وطلاب الورشة المسرحية، التي أشرف عليها بالتعاون مع فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام والهيئة العربية للمسرح، وتناولت تمارين عامة "جسد وصوت باللعب المطلق"، "قراءة النص وأصول تمرين قراءة الطاولة"، "سبل فهم الشخصيات وتفكيكها"، "فنون الإلقاء، ولغة الجسد"، والتمارين البدنية والصوتية في مستوى أعلى نحو درامية التمرين، واستنباط مقومات الشخصيات الدرامية، ودراماتورجيا النص والشخصيات، وبدء رسم ملامح الشخصيات ومناخ الحدث. وذكر أن تجربته صقلت من خلال اللقاء المتعدد مع رموز المسرح في الوطن العربي كعوني كرومي، وصلاح القصب، وعبدالرحمن عرنوص، إضافة إلى إبراهيم جلال. وتناول سعداوي بشيء من التفصيل ما أحدثه من تجديد في مسرح الخليج، الذي اعتبره إضافة إلى تجربة الكويتي صقر الرشود، حيث أضفى على حضور الجسد في المسرح الخليجي مزيدا من التكثيف المتعدد، ضاربا عرض الحائط بتلك الإمكانات الغائبة والمحطمة لآمال المسرحيين، وفي مقدمتها خشبة المسرح. ومع الأيام بدأت تسطع تجربة الفنان من خلال العرض المتجدد بإحالة السرد إلى عرض مسرحي، وأحيانا كان يربط ما بين العلبة الإيطالية والساحات الخارجية والصالات، فصار المسرح يتحرك بعدة أمكنة في الوقت ذاته.