ما أود الحديث عنه هنا هو الزواج، وبالتحديد الزواج التقليدي المتعارف عليه وهل يستمر هذا الزواج إلى الأبد أم ينتهي؟ نحن مجتمع يتم فيه تزويج البنت أو الولد حسب اختيار الأهل أو بالغصب، حيث لا يملك الشاب أو الشابة حق الاختيار أو إبداء الرأي في هذه الشراكة المقدسة، فالزواج غالباً ما يكون مدعاة للحب، فهل يخلق الزواج التقليدي المحبة وقبول الزوجين ببعضهما والرضى بما قسم الله، وتكون علاقتهما عبارة عن حسن العشرة وطيب المعاملة، وهل لا حباًّ حقيقيا إلا بعد الزواج، ما قبله وهم وسراب إن وجد؟ إن الحب ضروري لتماسك الأسرة، ويجعل الحياة تمر بيسر وسهولة ويمنح القوة لشراكة مقدسة. والانفصال العاطفي بين الأزواج واقع موجود على مسرح الحياة، وهناك صور ومشاهد كثيرة لحياة زوجية يغيب عنها التفاهم ولغة الحب، حيث تتسع دائرة التنافر الروحي والنفسي بين الزوجين، ويصعب جداً العيش ضمن علاقة زوجية جامدة وصامتة خالية من مشاعر المحبة والمودة من الزوجين أو أحدهما، خاصة وأن الزوجة أحياناً تقبل الاستمرار في الزواج الصامت حفاظا على الأطفال وخوفا عليهم من التفكك الأسري والإصابة باضطرابات نفسية أو اجتماعية قد تؤدي لضياع حياتهم مستقبلاً أو بسبب العادات والتقاليد والموروث الثقافي في المجتمع. وقد يصل الزوجان في حياتهما إلى مرحلة لا يتحدثان فيها، ويقتصر حديثهما على الواجبات والمسؤوليات، كالأمور المالية، وتربية الأطفال، ومتطلبات الحياة اليومية، والكثير من هذه الأحاديث التي تفتقد إلى أي نوع من الحب والود، وتتسم بالملل. وهنا لا بد من لغة الحوار بين الزوجين، لضمان الاستمرارية، ومحاولة تفهّم مشاكل الآخر للمرور بسلام منها، لحفظ التوازن داخل العلاقة، فعلى الزوجين أن يعيا أنهما نشآ في أوساط اجتماعية مختلفة وأن ظروف حياة كل واحد منهما شكلت نمط شخصيته بطريقة مختلفة عن الآخر، والأنجح مع توفر الصراحة والوضوح والتأني، عدم العجلة في إتمام الزواج إلا بعد فترة كافية للتعرف على الطرف الآخر، فالحياة الزوجية لدى غالبية الناس تمر بالعديد من الأطوار، وأحد أكثر هذه الأطوار شيوعاً الملل بين الزوجين وحينها تكون لازما الحاجة إلى التغيير والتجديد في نمط الحياة، ليعود الدفء إلى الحياة الزوجية.