اختصر علماء أزمة المصريين الراهنة في أن معظم الشعب أصبح من الساسة وقليل منهم من يعمل لصالح الوطن. وأكد عدد من علماء الأزهر مساء أول من أمس في ندوة: " سماحة الإسلام وسعة أفقه" بمحافظة سوهاج -500 كيلو متر جنوبالقاهرة - أن مصر تمر بمرحلة خطيرة، تحتاج جهداً خاصا من جميع العلماء خاصة في الأزهر الشريف لمواكبة ما يحدث في المجتمع من تطورات وأفكار لتوجيه المواطنين وفق تعاليم الإسلام السمحة. وقال الدكتور عباس شومان إن الأزهر يدرك خطورة المرحلة المقلقة التي اختلط فيها الحابل بالنابل، ولا يعرف الإنسان أين يكون الحق والباطل، وأصبح الجميع ساسة ومفكرين وقليل منهم من بقي يعمل، ودولة حالها كهذا لا يمكن أن تسير أمورها بسلام إلي وقت طويل، فأخلاقيات الناس وسلكوياتها تغيرت، وانحدرت على مختلف المستويات الفكرية والعلاقات بين الناس حتى العبادة. وأضاف " شومان " أصبحنا نرى أناسا يتصدرون المشهد والساحة، ويقتدي بهم الناس، لو أنهم لم يظهروا في الأمة لكان أفضل، مشيرا إلي أننا نعيش في حالة كثر فيها الهرج ولا يعرف فيها القاتل لم قتل، ولا المقتول لم قتل، فأخلاق الناس لا تتناسب مع مجتمع فيه الأزهر. وقال أستاذ العقيدة رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر الدكتور محمد عبد العاطي عباس إن الأزهر يرتقي في سلم الماضي إلى ما يربو على ألف عام عهد إليه بمهام جسام للذود عن حياض الدين وحماية المسلمين، وإقحام المعاندين بالحجة والدليل والبرهان. وأكد على ضرورة معرفة قدر الأزهر، فالأزهر ليس ببنائه ولكنه بأبنائه وهو القوة الداعمة والناعمة للقوى الإسلامية كلها. وأبدى العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بقنا الدكتور حسين عبد المطلب قلقه من رؤية الأزهريين بعيدين عن مجال الدعوة الإسلامية تاركين المجال لغيرهم، وأصبحوا يرتعون في مجال الدعوة الإسلامية والفتوى دون تمحيص ودون النظر عن مسمياتهم، متناسين أن في مصر الأزهر. وشدد عبد المطلب علي ضرورة وجود علماء الأزهر في كل مكان وإثبات وجودهم ووجود الأزهر الذي همش كثيرا، مؤكدا "لقد جاء الوقت لننهض بأزهرنا".