توصل خبراء ومختصّون في "الرقمنة" إلى أنها أسهمت في إيجاد فرص عمل جديدة، ومساعدة صانعي السياسات على وضع الخطط المدروسة، بنحو 193 مليون دولار أميركي في الناتج الاقتصادي العالمي، وفي إيجاد 6 ملايين وظيفة على مستوى العالم خلال عام 2011، بحسب تقرير لشركة "بوز آند كومباني". وناقش الخبراء ضمن اللقاء الثاني من سلسلة اللقاءات الدورية التي تنظّمها مؤسّسة الفكر العربي في مقرّها ببيروت، أول من أمس، تحت عنوان "الشباب والرقمنة: تطوير أم عجز في النمو الاقتصادي؟"، دور الرقمنة في تحفيز النمو الاقتصادي، وتحدثت مؤسّسة شركة Dasdesign أسما حب الله، عن أهمية الرقمنة كمهارة، ووسيلة أساسية لمواكبة جديد مجال الأعمال، إذ إن 80% من الشركات تستخدم وسائل الاتصال الحديثة. وأكدت أن قوة المنافسة بين الشركات وجذب المستهلك أصبح معياراً للنجاح الذي يتحقّق بالتفاعل مع ما يجري على مستوى العالم، وذلك عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة. فيما أكد أستاذ اللسانيات والمعلوماتية بالجامعة اللبنانية الدكتور غسان مراد، في مداخلته، على "أننا نعيش مرحلة حتمية تكنولوجية، وبالتالي فإن موضوع إيجاد فرص عمل يحتاج إلى إيجاد علوم تواكب هذه التغيّرات". وشدّد على ضرورة التفكير بالنظريات التربوية الحديثة التي تتماشى مع التطوّر التقني، ومساعدة الجيل الجديد على فهم التكنولوجيا بشكل أفضل. وركّز على ضرورة إدخال اللغة في التكنولوجيا، فالعرب ينتجون المعارف، لكن الإنتاج يجب أن يكون بلغتنا الأم، فلا يوجد أي مصطلح لا يمكننا أن نعبّر عنه باللغة العربية، مشيراً إلى وجود فجوة رقمية في عالمنا الحالي بسبب عدم إمكانية الوصول إلى المعلومة وإيجاد معارف جديدة. وأشار المستشار في الرقمنة والمعلوماتية فادي بزري، إلى أن الرقمنة أسهمت في زيادة الإنتاج العالمي بنحو 200 مليار دولار وأوجدت 6 ملايين فرصة عمل جديدة. وشدّد على أهمية الابتكار الذي يلعب دوراً رئيساً في عملية الاستثمار يصل إلى مليارات الدولار. وأكّد على دور البرمجيات في هذا المجال، "في وقت نعاني فيه من نقص في أعداد المبرمجين، ولا تزال المعلومات خارج الكثير من القطاعات". وأكّد "أننا مقبلون على تطوّر هائل في مجال التقنيات والقدرات الحاسوبية"، مشيراً إلى أن 70% من العاملين في الدول المتطورة هم ضمن اقتصاد المعرفة، مؤكداً أن دخول الرقمنة له الأثر الأكبر على الدول النامية من الدول المتطوّرة، لجهة إيجاد الوظائف، لافتاً إلى "أننا على المستوى العربي متأخرون بحدود عشر سنوات عن العالم في مجال التقدم التكنولوجي". وتحدث مهندس نظم المعلومات الجغرافية المهندس جوزيف بشارة عن الأثر الفعلي للرقمنة في استحداث الوظائف أم العكس، مشيراً إلى تقارير حديثة تؤكد أن الرقمنة أحدثت مفعولاً عكسياً لجهة زيادة نسبة العاطلين عن العمل. وقدّمت المستشارة في مؤسّسة "كشيدة" لخدمات التعليم الإلكتروني Kashida offshore S.A.L ربى مراد، عرضاً عن التعليم الإلكتروني وارتباطه بالرقمنة، ودوره في توسيع دائرة المتلقين، وأكدت أن التعليم الرقمي لا يتناقض مع مفهومنا للتعلّم، وهو يُسهم في التقاء الخبرات عبر الإنترنت، وسهولة وصول المعلومة إلى غالبية المستفيدين. إلى ذلك، أكدت مؤسّسة الفكر العربي على الجهود الكبيرة التي تبذلها لإدخال نتاجها المعرفي من كتب ومشروعات مختلفة في عالم الرقمنة، بهدف نشر المعرفة وإيصال المعلومة إلى الوطن العربي كلّه، مشدّدة على تأثير الرقمنة في تطوير البنية الاقتصادية للمجتمع العربي، وفي الحدّ من البطالة وتحسين نوعية الحياة ودعم وصول المواطنين إلى الخدمات العامة.