أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في آخر اجتماع لها في مجلس الأمن أن عجز المجلس عن التحرك بشكل موحد في ملف سورية يشكل "وصمة عار أخلاقية واستراتيجية" على سجله. ومع أن رايس انتقدت روسيا والصين على معارضتهما تبني قرارات حول النزاع في سوريا، إلا أنها رفضت التكهن بأن العلاقات مع روسيا ستستمر في التدهور. وأضافت رايس التي عينها الرئيس الأميركي باراك أوباما مستشارة للأمن القومي أن "فشل مجلس الأمن مرات عدة في اتخاذ موقف موحد إزاء مسألة سورية وصمة عار أخلاقية واستراتيجية على سجله وسيحكم عليه التاريخ بقسوة". واستخدمت روسيا والصين حق النقض ثلاث مرات لتعطيل مقترحات تقدم بها الغرب لزيادة الضغوط على نظام بشار الأسد. واعتبرت رايس أن تلك القرارات لم تكن تتضمن أي عقوبات أو تهديدات باستخدام القوة وأنها كانت "معتدلة جدا". وتابعت "مع ذلك، لم نتحرك ولا أدري كيف يمكن أن ينسب أي أحد ذلك إلى فشل في السياسة أو القيادة الأميركية عندما كانت غالبية دول مجلس الأمن مستعدة وراغبة في المضي قدما". وأقرت رايس بأن العلاقات مع روسيا "معقدة". وأضافت "على الرغم من وجود اختلافات مهمة في وجهات النظر ونقاط أثارت وقد تثير خلافات في المستقبل، إلا أنني لست مستعدة للقول بأن ذلك أمر لا مفر منه". ومن جهته وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قضية سورية بأنها "أزمة دولية ملحة" خلال كلمة ألقاها في الولاياتالمتحدة. وقال لجمهور في مكتبة رونالد ريجان بجنوب كاليفورنيا "بالطبع فإن الأزمة الدولية الأكثر إلحاحا على الإطلاق هي سورية التي تمثل خطرا متزايدا على المنطقة وعلى أمننا. في سورية قوبل طلب الديموقراطية والمحاسبة بعنف وقتل وتعذيب من الدولة وتدمير أي شرعية كان يحظى بها نظام الأسد سابقا. المأساة هي مأساة الشعب السوري الذي أصبح هناك ملايين منه في احتياج شديد.. إنها الأزمة الأكثر تعقيدا وصعوبة حتى الآن بين الثورات العربية." وأكد على عدم إمكانية تجاهل الوضع في سورية لأنها تمثل خطرا كبيرا على المنطقة وخارجها. وقال هيج "في مسارها الحالي إنها أزمة ستؤدي إلى المزيد من الموت والمعاناة وكارثة إنسانية ونمو التطرف وزعزعة استقرار الدول المجاورة".