اختتمت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس مهمة تمثيل بلادها في المنظمة الدولية، بالتعبير عن «الندم والأسف» لعدم تمكنها من دفع مجلس الأمن إلى تجاوز «الفشل» في التصدي للأزمة السورية، واعتبرت أن ذلك كان «من لحظات الضعف» في عملها في الأممالمتحدة خلال السنوات الأربع الماضية. وقالت رايس إن «الفشل المتكرر لمجلس الأمن في الاتحاد حول قضية أساسية مثل سورية هو لطخة في سجله، وسأندم عليه إلى الأبد، رغم أنني مؤمنة بأن تلك النتيجة لم تكن وليدة أفعال قامت بها الولاياتالمتحدة أو شركاؤها الأقربون». وأضافت أن «فشل مجلس الأمن» في شأن سورية «عار أخلاقي واستراتيجي سيحكم عليه التاريخ بقسوة»، محملة روسيا والصين مسؤولية صد التحرك من خلال استخدام الفيتو المزدوج ثلاث مرات متتالية. ورفضت رايس في آخر إطلالة من على منبر مجلس الأمن قبل انتقالها الى واشنطن لتولي منصب مستشارة الأمن القومي، اعتبار أن الفشل «جزء من إرثي أو إرث الولاياتالمتحدة» في المجلس حيال سورية، «إذ صوت المجلس ثلاث مرات وتم صده بالفيتو المزدوج، ليس من الولاياتالمتحدة، بل من روسيا والصين». وقالت: «لهذا نحن (في مجلس الأمن) لا نزال مشلولين، ولا أعلم كيف يمكن وصف ذلك بأنه فشل لسياسة الولاياتالمتحدة أو لقيادتها»، لكنها أشارت الى أنها «نادمة وآسفة لأن المجلس فشل في التحرك فيما قتل 90 ألفاً من السوريين وشرد ملايين آخرون». وعن توقعاتها في شأن سورية قالت إنه «في المنطقة (الشرق الأوسط) وأماكن أخرى رأينا بأن مثل هذه النزاعات قد تكون طويلة ومرتفعة الكلفة»، ولكن «آمل في أن تطلعات الشعب السوري الموحدة نحو الحرية وتحديد مستقبله بنفسه ستنال فرصتها بما يتناسب مع القيم والمبادئ العالمية». وأكدت «استمرار التزام الولاياتالمتحدة دعم الشعب السوري في هذه الجهود». واعتبرت رايس أن من أبرز إنجازاتها خلال أربع سنوات أمضتها في الأممالمتحدة زيادة العقوبات على إيران وكوريا الشمالية «بقيادة ومساهمة أميركيتين» حيث عمل «مجلس الأمن معاً ونجح في جعل من يعززون انتشار السلاح النووي أو ينتهكون واجباتهم الدولية في برامجهم النووية يشعرون الآن بالضغط والقلق والعزلة من المجتمع الدولي». وأشارت إلى افتخارها بزيارة ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي «والاستماع إلى امتنان الليبيين اليافعين لمجلس الأمن على قراره الرقم 1973 الذي يعتبرون أنه أنقذ مئات آلاف لا تحصى من الأرواح». كما أشادت بنيل جنوب السودان استقلاله خلال فترة عملها سفيرة أميركية في الأممالمتحدة. ووصفت رايس العلاقة بين الولاياتالمتحدةوروسيا بأنها «معقدة وذات أوجه عدة»، وأنها رغم الاختلاف في شأن سورية فإنها كانت «منتجة في الغالبية العظمى من القضايا التي أنجزت في مجلس الأمن من خلال الشراكة وبدعم من غالبية أعضاء المجلس بمن فيهم أصحاب حق الفيتو وبينهم روسيا»، معتبرة أنه في «قضيتي إيران وكوريا الشمالية وسواهما استطعنا (مع روسيا) إيجاد أرضية مشتركة للتأثير في الخروج بنتائج مفيدة» في مجلس الأمن. ودافعت عن سجلها في شأن الملف النووي الإيراني، معتبرة أن «نظام العقوبات الدولية على إيران هو الآن أقوى من أي وقت مضى» وأن «العالم بأسره مجمع على أن انتهاك إيران ليس مقبولاً وهو يرتب كلفة أعلى باضطراد» على طهران. وأشارت إلى استعداد الولاياتالمتحدة «لمناقشة هذه القضية على الطاولة (مع الإيرانيين) إذا كانوا جاهزين»، مضيفة: «لكننا في الوقت نفسه كثفنا الضغط لنؤثر في صناعة قرارهم». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما رشح سامانتا باور خلفاً لرايس، لكن تعيينها ينتظر جلسة استماع في الكونغرس للمصادقة على قرار البيت الأبيض اختيارها مندوبة في الأممالمتحدة.