في زمن التطور والرقي العمراني والتقني تنوعت وتعددت منافذ المملكة الدولية ولعل مطار منطقة القصيم أحد أهم تلك المطارات لموقعه الجغرافي وسط المملكة، ومع تزايد وجهاته الدولية وتعدد خطوط الطيران العالمية التي تتخذه إحدى محطاتها مما يعني زيادة أعداد المسافرين بالآلاف يوميا، كل شيء تطور عدد الرحلات وخطوط الطيران بلا استثناء، لكن ثمة أمرا محبطا خصوصا حين تكون قادما من خارج المملكة، تكون لتوك غادرت مطارا كفيلا بأن يعكس انطباعا إيجابيا بذاكرتك عن تلك البلاد التي كنت بها، وأنت بالطائرة تتمنى وتدعو الله بأن تجد مثله أو مقاربا له بوطنك، وما بين دعوة وحلم تستيقظ مفزوعا حين تجد نفسك حاملا أطفالك وحقيبتك الخاصة تحت جناح الطائرة وصوتها المزعج الذي يشق السمع تنزل وتسير بين عربات نقل الأمتعة وخراطيش الوقود تصدم بواقع بدائي يعيدك إلى عصر السبعينيات وما قبله تعتقد أن الزمان قد توقف هنا. تذهب إلى ساحة مواقف السيارات التي تقف على أرضها بمقابل مادي مبالغ فيه تجد نفسك أمام منطقة صحراوية مكشوفة بلا أدنى رعاية وسلامة لسيارتك وبدون مساحات كافية تستوعب أعداد المسافرين. بل المخيب للآمال والمحبط فعليا هو أنك لن تجد طريقا ممهدا وميسرا لمرور عربة الشنط التي معك حتى تصل إلى موقف سيارتك ستكون أمام قفز حواجز وأرصفة وعقبات بدائية تستفزك، وعلى جانب آخر الحال ليس ببعيد فدورات المياه دون أي درجة نظافة. صالة المطار سواء المغادرة أو القدوم بدائية جدا بوابة واحدة فقط لا غير، والمسافرون بالمئات على ذات الرحلة، المطار بدون أي خدمات فعلية سواء واي فاي أو أماكن استراحة للمسافرين وللأطفال ليس أمامك سوى كراسي حديدية يلتحم بها ظهرك مرغما وتقلب نظرك لا تجد أمامك سوى مكائن شحن للجوالات ذاتية لكنها معطوبة بدون رعاية أو خدمة.. مجددا أهلا بكم بمطار القصيم حيث الزمن قد توقف منذ عصور ودرجة الحرارة حسب تفاعلك مع ما تجده وحسب فترة بحثك عن الطريق الموصل إلى موقف سيارتك العشوائي والبدائي.