فيما تشهد منطقة المدينةالمنورة حاليا ورشة عمل تطويرية تشمل معظم مرافقها، إلا أن البنية التحتية لسوق الأغنام ومستوى نظافته يوحيان بأنه خارج خريطة الاهتمام. وفي جولة ل"الوطن" داخل السوق رصدت وجود حيوانات نافقة منتشرة في جنباته، مما يهدد صحة العاملين فيه ومرتاديه بالأمراض والأوبئة، خاصة مع إعلان صحة المدينة عن اكتشاف لحالات حمى الضنك داخل السوق. كما تم رصد وجود سيارات تالفة على الطرقات، وضعها بعض التجار لحجز أماكن لهم يمارسون من خلالها بيع الأعلاف والحيوانات المريضة التي أوشكت على الهلاك، حيث تحاط بمخلفات حظائر. وثالثة الأثافي التي رصدت بالسوق، امتهان العمالة المخالفة بيع الخبز الناشف داخل السوق، حيث يقتطعون جزءا منه لعرض بضاعتهم، غير مبالين بنظافة المكان. ووفقا لبعض العاملين الذين التقتهم "الوطن"، فأشاروا إلى أن بعض العاملين في الحظائر يتخلصون من الحيوانات النافقة من خلال وضعها في الطرقات الرئيسية للسوق، مبدين خشيتهم من إصابتهم بأمراض جراء ذلك. وأكد عبدالإله سعيدان العوفي، أحد العاملين في السوق، أن مشاهد الأغنام النافقة، وسوء النظافة وتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض أصبحت من المناظر المألوفة داخل السوق. وأرجع وضع السوق المزري إلى عدم وجود الرقابة الصحية والبلدية للسوق، بالإضافة إلى زيادة أعداد العمالة السائبة، مما ساهم في عدم مراعاة الصحة العامة داخل السوق. ولفت إلى أن الحيوانات النافقة أصبحت مصدر جذب للكلاب الضالة، مما يترتب على أكلها للحيوانات النافقة انتشار روائح كريهة داخل السوق وتجمع الحشرات الناقلة للأمراض. وأفاد بأن ظهور عدد من حالات حمى الضنك بسوق الأغنام، الذي كشفت عنه الصحة، لم يحرك الجهات المعنية للوقوف على سوء النظافة والتلوث بالسوق. وطالب أمانة المدينة بوضع رقابة على السوق وفرض عقوبات صارمة على العابثين بالصحة العامة، لاسيما أن أكثر المخالفين من المقيمين، الذين يعملون في حظائر الأغنام ولا يبالون بصحة المواطنين. من جهتها، أخلت أمانة منطقة المدينةالمنورة مسؤوليتها عن حالات حمى الضنك التي ظهرت مؤخراً في المنطقة، حيث أكد الناطق الرسمي للأمانة المهندس عايد البليهشي، أن المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة هي الجهة المختصة باكتشاف بؤر توالد ناقل هذه الحمى. وأوضح في تصريح ل"الوطن" أمس، أن الأمانة نسقت مع الشؤون الصحية، للوقوف على مصادر توالد البعوض الناقل للمرض، مشيرا إلى أنها نفذت الأعمال الخاصة بها للقضاء على البعوض وأن الشؤون الصحية قيّمت أعمال المكافحة. وأكد أنه لم يرد للأمانة أي بلاغ يفيد بوجود حالات جديدة لحمى الضنك في المنطقة، لافتا إلى أنه تمت مكافحة الحشرات الناقلة للمرض داخل المدن والأحياء السكنية، وكذلك المسالخ وحظائر الأغنام والمزارع، بالإضافة إلى ردم المستنقعات، خاصة تلك الموجودة في المدن والأحياء السكنية. وكان مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي كشف في وقت سابق، عن وجود 4 حالات لأشخاص مصابين بحمى الضنك المحلية، مبيناً وجود كذلك يرقات للبعوض الناقل لمرض حمى الضنك بحي العنابس، وظهور حالات أخرى في حراج سوق الأغنام، الواقع على طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز متقاطعاً مع طريق العيون. وأشارت مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة إلى أن إدارة الصحة العامة تتولى رصد ومتابعة جميع حالات الأمراض المعدية بمختلف فئاتها من خلال تلقي البلاغات من المنشآت الصحية الحكومية والخاصة عن جميع الحالات المؤكدة والمشتبهة.