بدأت في أيرلندا الشمالية أمس القمة السنوية لمجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى وسط تزايد ضغوط القادة الغربيين على روسيا بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ورحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي كان يرتدي ملابس غير رسمية بكل من قادة كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة في منتجع لوخ إيرن للغولف على ضفاف إحدى البحيرات. وقبل الافتتاح الرسمي للقمة، أعطى القادة الأوروبيون والرئيس الأميركي الضوء الأخضر لانطلاق المفاوضات حول اتفاق تجاري تاريخي لإقامة أكبر منطقة تبادل حر في العالم، وإن كان تحقيق التوافق حول هذا الأمر يبدو صعبا. وكان النزاع في سورية محور اليوم الأول من القمة التي تختتم اليوم، وكان أيضا في صلب لقاء ثنائي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل مناقشته على عشاء مشترك. ووجه زعماء الغرب توبيخا عنيفا للرئيس الروسي على موقفه من سورية. فقد حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أنه لا ينبغي أن "يكون لدينا الكثير من الوهم" بشأن إمكان تحقيق تقدم نظرا للخلافات المستمرة بين روسيا وباقي أعضاء مجموعة الثماني. وأضاف "كيف نسمح بأن تواصل روسيا توريد أسلحة لنظام بشار الأسد في حين لا تحصل المعارضة إلا على أقل القليل وتتعرض للذبح؟". كما انتقد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الرئيس الروسي لمساندته "بلطجية نظام الأسد لأسباب خاصة بهم لا أرى لها تبريرا". وقال هاربر "أعتقد أننا ينبغي ألا نخدع أنفسنا. نحن مجموعة السبعة زائد واحد. هذا هو الوضع. نحن في الغرب ننظر لهذا الوضع بشكل مختلف للغاية". وبدوره قال كاميرون "فلنكن واضحين. أشعر مثل غيري بالقلق من بعض عناصر المعارضة السورية. وهم المتطرفون الذين يؤيدون الإرهاب ويمثلون خطرا كبيرا على عالمنا". ويجتمع زعماء العالم في منتجع لوخ إيرن للجولف على بعد نحو عشرة كيلومترات خارج بلدة إينيسكيلين التي شهدت في 1987 هجوما للجيش الجمهوري الأيرلندي قتل فيه 11 شخصا. وشددت إجراءات الأمن وأحيط الموقع بسياج حديدي مرتفع رغم حرص كاميرون على إظهار السلام النسبي في أيرلندا الشمالية التي تحاول جذب الاستثمارات بعد اضطرابات دامت عقودا. وسيبحث زعماء الدول الثماني قضايا الاقتصاد والتجارة العالمية كذلك. ومن المرجح أن يعلن زعماء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدء المفاوضات الرسمية بشأن اتفاقية للتجارة الحرة. وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية "نتوقع بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن. وعلى الأرجح في يوليو". ومن المرجح ان يبحث رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وزعماء آخرون دور البنوك المركزية والسياسات النقدية. وسيستغل أبي الفرصة ليشرح للزعماء سياسته التي تضم مزيجا من إجراءات التحفيز المالية والنقدية في الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون استيعاب عواقب تلميح مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى أنه ربما يبدأ في تقليص برنامج التيسير النقدي. وأفادت مسودة للبيان الختامي بأنهم سيعبرون على الأرجح عن عدم رضاهم عن مستوى التقدم الذي تحقق حتى الآن في إصلاح أوضاعهم الاقتصادية في أعقاب الأزمة المالية العالمية.