قال مدير عام الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهدلق إن الأمن الفكري مفهوم جديد انطلق من المملكة العربية السعودية لبقية الدول الإسلامية ونبع من الحاجة الماسة له. وأوضح الهدلق على هامش البرنامج التدريبي (تعزيز الأمن الفكري) في نسخته الأولى تحت إشراف الإدارة العامة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة وبالتعاون مع إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية والذي اختتم أعماله نهاية الأسبوع الماضي بجدة أن الأمن الفكري عبارة عن إجراءات وأنشطة تؤدي إلى سلامة أفكار أفراد المجتمع من الانحراف أو الخروج من الوسطية والاعتدال في فهم الأمور الحياتية (الدينية، والسياسية، والاجتماعية) . ثم تطرق إلى الأطياف الفكرية في المجتمعات البشرية وذلك من خلال الفكر السياسي مشيرا إلى أن هناك خطا للطيف السياسي يوجد في كل فكر في العالم وأن هذا الطيف عبارة عن خط يمكن تجزئته إلى وسط ويمين ويسار كما يمكن تجزئة هذه الأطياف بصورة تفصيلية إلى يمين الوسط ويمين اليمين ومثله يسار الوسط ويسار اليسار. وحول تعدد التيارات الفكرية أوضح الهدلق ل "الوطن" أن التيارات المتعددة تبقى في إطار الطيف السياسي السالف الذكر وذلك من خلال تراوحها بين التشدد تجاه اليمين المحافظ وبين الطرف الآخر على اليسار ما اتفق على تسميته ب (المنفتح) أو (دعاة الانفتاح)، مشيرا إلى أن هذه التيارات على اختلاف مشاربها قد تتمثل في مجموعات صغيرة أو كبيرة تتفاوت في حجمها وقد تكون منتظمة في ما بينها ويكمن العامل الرئيسي بين أفرادها في عملية التنسيق فيما بينهم وأن كل تيار يريد أن يوثر على المجتمع وكل يدعي أنه وسطي غير أن من يضبط الوسطية هي الشرعية ومرجعيتها للكتاب والسنة ممثلة لدينا في ولاة الأمر من أمراء وعلماء، وبين أن الغلو والتطرف يشكلان خطرا على الثوابت الوطنية والدينية. وحول مصادر الأطياف الفكرية في المجتمع السعودي أبان الهدلق تعدد هذه المصادر وعلى رأسها الإعلام الخارجي ممثلا في الفضائيات والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والذي عده المصدر الرئيسي للانحراف والتطرف مشيرا إلى أن أفكار الغلو الحالية قدمت لنا من خلال العائدين من جبهات القتال من أبنائنا مثلها مثل الفكر التكفيري المعاصر والذي وصل لنا من بعض العائدين من أفغانستان حيث تأثروا حسب الهدلق ببعض المدارس التكفيرية هناك. وشدد الهدلق على أهمية دور المعلم والمشرف التربوي في تعزيز الأمن الفكري للطالب سواء في حلقة تحفيظ القرآن الكريم أو في فصول الدراسة مؤكدا على أن المقرر المدرسي ليس من مصادر الانحراف وأن مناهجنا تعزز الأمن الفكري وتدعمه.