يبدأ صانع الفخار السيد صالح الغراش أولى ساعات عمله الليلية في مهرجان "حسانا فله" أمام زوار جناحه في القرية التراثية. وسيشهد الجمهور الغراش وهو يقف أمام طاولة بسيطة وآلة محورية أرضية يديرها برجليه وعجينة الطين الحمراء يلاعبها بأنامله، إلى أن تتحول إلى مبخرة أو جرة وأشياء فخارية تحددها مخيلته الهندسية. والغريب في مهارة الغراش أنه يتلاعب بالعجينة بيديه فتخرج في نهاية صناعتها متوازنة المقاسات والأحجام من جميع جوانبها دون أن يلجأ إلى المسطرة أو قالب مسبوك من قبل، و يعمد أن يعمل دون كلام أو استعطاف النظرات تجاهه، بل زاده صمته ونظرته المنصبة على الطين إعجابًا وجمالاً من قبل الزائرين. ويوضح الغراش خلال حديثه إلى"الوطن" أن العمل مع الطين يعتبر حالة ممتعة جدًا بغض النظر عن كونها "مهنة في اليد" ولم يستطع هو تفسير سر انجذابه القوي إلى هذه العجينة، التي تعلمها من أبيه الذي ما زال يشارك في المهرجانات الداخلية والخارجية. وقال المصور الفوتوغرافي يوسف الصبى، إن "الفخاريات" التي يصنعها الغراش وأمثاله، محببة كثيرًا لعدسات المصورين لما تضيفه من ألوان وأشكال وحركة تخدم موضوع الصورة، مشيرا إلى أنه يحرص على اقتناص مثل هذه اللحظات الصناعية الجميلة.