في حين يشمئز كثير من الناس من شكل حيوان الضبع وترتعد فرائص آخرين منه كونه من السباع المفترسة التي تأكل فريستها قبل أن تلفظ أنفاسها، هناك من هم مهووسون بأكل لحم الضباع وصيدها وملاحقتها مما ساهم في جعلها على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض. وأكد مدير مركز أبحاث الحياة الفطرية بالطائف أحمد البوق ل"الوطن" أن حيوان الضبع من الحيوانات المهددة بالانقراض بالمملكة ويصنف ضمن المفترسات الكبيرة إضافة للنمر العربي والوشق. وقال: إن العامل الأول من عوامل الخطورة على حياتها وتهديدها بالانقراض تدهور البيئات الخاصة بها والذي ساهم فيها الصيد الجائر للفرائس التي يتغذى عليها الضبع، وكذلك القتل المباشر وتعليقها بأعمدة الكهرباء والأشجار كرمز للتخلص منها كحيوان مفترس قد يهدد أرواح البشر والماشية، أو صيدها بغرض الأكل من قبل بعض المواطنين كما هو في بعض مناطق الطائف، وذلك إضافة لتسميم الحيوانات النافقة التي يتغذى عليها الضبع كونه من الحيوانات المترممة، لافتا أن حيوان الضبع يعتبر من الحيوانات النادرة بالمملكة ويوجد بكميات قليلة في بعض الأودية بمحافظة الطائف. "الوطن" ناقشت حكم أكل لحم الضبع في الإسلام كونه ذا ناب ومن أكلة اللحوم والحيوانات النافقة مع عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة أم القرى الأستاذ بالحرم المكي سابقا الدكتور سعود بن مسعد الثبيتي، فأجاب بأن الرسول حرم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطيور إلا أنه أحل الضبع وله ناب وجعل على من صاده جزاء وهو كبش وأما المحرمات الأخرى فلا جزاء فيها إذا صادها محرم. أما عن أكلة لحم الضبع فقال ناصر الثبيتي أحد هواة لحم الضبع إنه قام باصطياده أكثر من مرة بالرصاص، وأضاف: بعد قتله أقوم باستخراج أحشائه كاملة مباشرة بعد فتح بطنه، وهي عادة يقوم بها صيادو الضبع لكي لا تبث أحشاؤه السموم في اللحم ويتلوث لحمه -حسب قوله -. وقال جابر العتيبي إنه يصيد الضباع في حال مصادفتها في رحلة صيده، وعادة ما يقوم بإهدائها إلى من يأكل لحمها من الأصدقاء، قائلا إنه لم يأكلها في حياته قط. أما المواطن إبراهيم العتيبي فاستغرب من الأشخاص الذين يأكلون لحم الضبع كونه يتغذى على الحيوانات النافقة، مضيفا حضرت ذات مرة وليمة أقيمت على لحم الضبع إلا أني لم آكل منها شيئا، وشاهدت باستغراب تهافت البعض على تناول لحمه بشراهة. وقال المواطن عبدالرحمن العتيبي: إنه يعشق أكل لحم الضبع ويجد فيه لذة تختلف عن لحوم الصيد الأخرى، حيث إن لحوم الضبع يجد فيها محبوها طعما فريدا إضافة إلى أن لها انعكاسا إيجابيا في جسده، ولها مفعول أقوى من مفعول المنشطات الجنسية الشهيرة. وقال إن الذين يشمئزون من لحم الضبع، يشمئزون من شكله ومن كونه من آكلات اللحوم. وفي المقابل أوضح استشاري الباطنة الدكتور منذر عبدالله أنه لم تثبت أي دراسة علمية فوائد صحية أو أضرارا لأكل لحم الضبع، وإن كان الابتعاد عن أكله أولى لأسباب عديدة تتمثل في أكله لجيف الحيوانات النافقة والحشرات، حيث يعتبر من الحيوانات التي تحافظ على البيئة بما يأكله، كما أن طريقة عيشه وغذائه قد تكون سببا في نقل الأمراض والأوبئة حتي وإن حاول البعض التحجج بطبخه فدماؤه وجلده يعتبران ناقلين للأمراض حتى وإن لم يثبت ذلك أو تظهر له أعراض. كما أن أكله لا يعالج أيا من الأمراض التي قد يتوهمها البعض، فهذه ترهات وأكاذيب لا صحه لها علميا, وينصح بالابتعاد عن أكل لحوم مثل تلك الحيوانات لتجنب الإصابه بنواقل الأمراض فيها قبل الذبح وأثنائه.