كشف إدوارد سنودن الموظف الفني السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية الذي كان يعمل كمتعاقد في وكالة الأمن القومي الأميركي أنه هو المصدر الذي سرب تفاصيل برنامج تجسس سري للغاية وعمل ذلك بدافع من ضميره لحماية "الحريات الأساسية للناس في شتى أنحاء العالم". وأضاف سنودن (29 عاما) القابع في غرفة بفندق في هونج كونج أول من أمس أنه فكر طويلا قبل نشر تفاصيل برنامج لوكالة الأمن القومي الأميركي يسمى "بريسم"، وفعل ذلك لأنه شعر أن الولاياتالمتحدة تبني آلة تجسس سرية على جميع الأميركيين. وأوضح أنه قرر تسريب المعلومات بعد أن أصبح يشعر باستياء من الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه واصل سياسات سلفه جورج دبليو. بوش. وقال سنودن لصحيفة "جارديان" التي بثت مقابلة مصورة معه على موقعها على الإنترنت "لا أريد أن أعيش في مجتمع يفعل أمورا من هذا النوع. لا أريد أن أعيش في عالم يسجل فيه كل ما أفعله أو أقوله. هذا شيء لست مستعدا لأن أدعمه أو أعيش في ظله". وكانت صحيفتا "جارديان" و"واشنطن بوست" كشفتا الأسبوع الماضي أن أجهزة الأمن الأميركية قامت بمراقبة بيانات عن اتصالات هاتفية من "فيرزون" وبيانات من الإنترنت من شركات كبيرة مثل جوجل وفيسبوك. وأضافت "جارديان" أنه قبل ثلاثة أسابيع صور سنودن نسخا من الوثائق السرية في مكتب وكالة الأمن القومي الأميركي في هاواي وأبلغ رؤساءه أنه بحاجة لإجازة "أسبوعين" للعلاج من الصراع. وفي 20 مايو الماضي طار إلى هونج كونج. وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية والبيت الأبيض عن التعليق، في حين لم يعلق متحدث باسم مدير المخابرات الوطنية بشكل مباشر على سنودن نفسه، ولكنه قال إن أوساط المخابرات تقيم الأضرار التي تسببت فيها عمليات التسريب التي حدثت في الآونة الأخيرة. وطلبت وكالة الأمن القومي الأميركي إجراء تحقيق جنائي في المعلومات المسربة. وقالت وزارة العدل الأميركية إنها في المراحل الأولى من تحقيق جنائي بعد عمليات التسريب تلك.