قال مختصون في الموسيقى إن الأغنية السعودية تراجعت بعد عام 82 ، متحدثين عن فراغات خلال تلك الفترة، بالإضافة لوفاة الفنان طلال مداح عام 2000 ، الذي عمق رحيله فراغا في الأغنية السعودية.. جاء ذلك خلال أمسية تكريمية موسيقية تفاعل فيها الحضور مع أغاني أبوبكر سالم بالفقيه، الذي احتفى فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام أول من أمس بنتاجه الذي اعتبره مشرف اللجنة الموسيقية بفرع جمعية الدمام، جهام سلمان، رائدا من رواد الطرب على مر العقود في الوطن العربي بأسره، ومن أعظم الأصوات في العالم، موضحا أنه تشرب الفن والأدب من أنقى ينابيعه الأصيلة، وغدا علما من أعلام الفن الحضرمي، خاصة والعربي عامة، وأسس لنفسه مدرسة خاصة سميت باسمه، وتتلمذ على يده جيل بأكمله. وعدد جهام الأوسمة والجوائز التي نالها بالفقيه خلال مسيرته الفنية، ومنها الكاسيت الذهبي من إحدى شركات التوزيع الألمانية، وجائزة منظمة (اليونسكو) كثاني أحسن صوت في العالم، ووسام الثقافة عام 1424 / 2003 ، وتذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 1425 / 2004 ، وقلده الرئيس علي عبد الله صالح وسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1409 / 1989، ومنحته جامعة حضرموت الدكتوراه الفخرية عام 1424 / 2003 . وأضاف جهام ساردا نتفا من سيرته، أنه سمي أبوبكر تيمنا بجده العلامة أبوبكر بن شهاب، أبرز علماء حضرموت.. عاش طفولته يتيما، حيث توفي والده وهو ابن ثمانية أشهر، واحتضنه جده، الشيخ زين بن حسن. وفي فترة العشرينات من عمره عمل بالفقيه في حقل التعليم لمدة ثلاث سنوات، فهو خريج معهد إعداد المعلمين، وأظهر تفوقاً في الأدب والشعر، وكان أحد المعلمين المتميزين في مادة النحو. وتطرق جهام لحياته الاجتماعية ذاكرا أنه تزوج عندما كان في مدينة عدن من بيت آل عرفان ببنت الشيخ الجليل عمر بن محمد عرفان، وهي أسرة حضرمية كانت تقيم في عدن، وأنجب ابنه أديب وابنتين، هما أنغام وألحان. كما تزوج أبوبكر أيضا عندما استقر في السعودية من بيت آل العطاس وأنجب أصيل، الذي اشتغل هو الآخر بالفن، وأحمد وأليف، لافتا إلى أن بالفقيه يقيم حاليا في الرياض، ولكنه يقضي معظم أوقاته في منزله بالقاهرة بسبب انشغاله بأعماله الفنية، واصفا إياه بأنه إنسان متواضع جدا في تعامله مع الآخرين، ويتميز بأخلاق رفيعة جدا. وفيما كانت القاعة تضج تفاعلا وألقا بكلمات: يا بلادي واصلي والله معاك واصلي واحنا وراك واصلي والله يحميك إله العالمين استرجع الحضور هذه الأغنية الوطنية التي وصلت إلى قلب كل سعودي وخليجي، وجددت المعرفة بالفنان أبو بكر سالم وبطبقات صوته، كان مشرف لجنة الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، سلمان جهام، يؤكد أن اللجنة تتلمس خطوات من سبقوها في بث الأصالة وزرعها، فلقد تعودت تسليط الضوء على شخصية فنية ساهمت بالكثير لإبراز موسيقانا العربية، وشاركت في إثرائها، كي تظل حيةً آخذةً مكانها بين موسيقى بقية الشعوب، مؤكدا أن شخصية مساء أول من أمس ساهمت في ذلك بموسيقاها وشعرها وأدائها فاستحقت أن تصبح الحنجرة الذهبية المطعمة بالألماس، ذاكرا أنه صوت الجزيرة العربية وحاديها.. الفنان "أبو بكر سالم". وبالإضافة إلى أغنية " يابلادي واصلي" قدمت الفرقة التي يديرها سلمان جهام عدة أغان، منها إمتى أنا أشوفك، عادك إلا صغير، يا زارعين العنب، بصوت محمد العطاس، وأغنيتا ظبي اليمن، وما علينا يا حبيبي، بصوت عضو لجنة الموسيقى حمد الرشيد، ليعلق إبراهيم إسماعيل: قدمت للاستمتاع بهذا الفنان الذي لا يشبه صوته أحد ويقدم الطرب الأصلي..