أكد أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أن إطلاق سراح المتهمين في تزوير "صكوك الباحة" بالكفالة المشددة كان "نظاميا" بعد أن سجنوا فترة تجاوزت ما نصت عليه الأنظمة، إلى جانب توالي مزيد من الوثائق بشأن القضية نحو المحكمة. وقال الأمير مشاري في حوار مع "الوطن"، إن السياحة في المنطقة ما زالت "نهارية" وتستهدف المتنزهات، وتتطلب تعاونا من المستثمرين لتفعيلها، منتقدا رجال أعمال وعدوا بإنجاز مشروعات وتراجعوا عنها، رغم التسهيلات المقدمة لهم، واصفا مشاركاتهم ب"المحبطة"، وداعيا إلى منح أمراء المناطق ميزانية لمناطقهم ليتسنى لهم اختيار المشروعات وترسيتها، مضيفا "طموحاتي تتمثل في إيجاد محطة تحلية للمنطقة، وأن يكون لها منفذ بحري". وكشف أمير الباحة عن دراسة لإنشاء مركز تدريب جبلي ب"شمرخ"، وأنه سيسهم في التنمية، موضحا أن الإمارة قدمت مقترحا لوزارة الداخلية للحد من تعديات الأراضي، وآخر لوزارة الإسكان ليكون البناء "عموديا" بدلا عن "الأفقي" بسبب شح الأراضي ووعورتها، مشددا على أن دمج الأندية الرياضية يحقق الفائدة لبلوغ منصات التتويج، رافضا دعم أي مقترح لإنشاء فضائية للمنطقة للحد من "التعصب". حاوره: رئيس التحرير القادم إلى منطقة الباحة سواء عبر مطارها الإقليمي ذي المدرج الوحيد، أو عبر سلسلة جبال السروات معقدة التضاريس، يجد نفسه مضطرا لطرح العديد من التساؤلات حول غياب مشروعات مهمة بعضها يتعلق بالبنى التحتية، إلى جانب إنصاف ما قدمته الدولة من جهود لإيصال خدماتها لعدة قرى تجمعت وتباعدت في نفس الوقت، وما زالت تحتاج إلى الكثير من المشروعات التنموية في مختلف أشكالها وتوجهاتها. وبحزمة من التساؤلات عبر هذا الحوار واجهت أميرها مشاري بن سعود بن عبدالعزيز الذي ضرب أمثلة عدة في التواضع والبساطة، والشفافية حول مستقبل منطقة يتطلع أن تنافس قريبا بطقسها وسياحتها وخدماتها وشبابها مدنا كبرى، بعد أن نال ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليكون أميرا لها منذ 18/ 9/ 1431. .. إلى التفاصيل: سمو الأمير.. قضية تزوير صكوك الباحة.. أخذت بعدا إعلاميا كبيرا.. فهل من جديد في القضية؟ القضية كانت منظورة لدى القضاء الشرعي، وأفرج عن المتهمين بالكفالة حتى يحالوا إلى المحكمة لأنهم بقوا فترة أطول من الفترة التي نص عليها النظام في هذا الشأن، وهناك كثير من الوثائق والأوراق ما زالت تتوالى ولن تصدر المحكمة حكمها، إلا بعد أن تكتمل جميع المعلومات الكاملة، لكن المتهمين أطلق سراحهم تحت الكفالة الحضورية الصارمة وبمجرد طلب المحكمة لهم فسيتم إحضارهم لمحاكمتهم. عملتم على هيكلة المحافظين قبل عدة أشهر.. فما هدف ضخ دماء جديدة في المحافظات.. وهل من تحرك جديد نحو هيكلة أخرى؟ الهيكلة الأولى ما زالت "طرية العود".. ويجب أن يعطى كل مسؤول الفرصة، وليس من الإنصاف أن تحاسبه خلال أشهر أو خلال سنة أو حتى سنتين، ويجب أن تعطيه دورة كاملة وخلال هذه الدورة تقيمه وتقيم عمله، وحرصنا في الهيكلة على اختيار مسؤولين لديهم تصور مختلف لما يجب أن تكون عليه المحافظات من تنمية ومتابعة المشروعات واستجلاب الأفكار، وتفعيلهم بشكل أكبر وأن لا يقتصر دور المحافظ على عمل روتيني لإحالة المعاملات للشرطة أو المحكمة أو غيرها من الجهات.. أما الهيكلة فقد سبقتها إعادة هيكلة لمناصب في الإمارة لأني أعتقد أن الموظف الكفء هو أساس التنمية والنهوض بالمكان المتواجد فيه، ونحاول دوما أن نختار الأكفاء وأن يكون اختيارنا موفقا. يشاع عن مجلس منطقة الباحة كثرة توصياته وقلة إنجازاته.. كيف تردون على هذا الأمر؟ والله بالعكس.. أنا أعتقد أن هذه ميزة لأن المجلس يعمل ويوصي ولكن الاعتمادات ما هي بيده.. والتوصيات نرفعها للوزراء ونتابعها معهم.. وبصراحة أنا راض عن مجلس المنطقة لأنه يقدم أفكارا جديدة، ويطالب بكل ما يضيف للمنطقة ولكن دوره "متمني" أكثر من "استشاري"، وليس من ذنبه عدم تنفيذ كل ما أوصى به. وما دوركم كأمير منطقة في متابعة توصيات مجلس المنطقة بشكل خاص، والأهالي بشكل عام؟! أمير المنطقة بين المطرقة والسندان.. بين مطرقة الأهالي ومتطلباتهم ولهم الحق أن يعقدوا الآمال الكبيرة في أمير منطقتهم لأنه لم يعين إلا لخدمة مصالحهم ولتنمية مناطقهم، ولكن بالتالي أمير المنطقة لا يملك ميزانية سوى ميزانية موظفي إمارته فقط.. ولكننا قبل حلول كل ميزانية نطلب من كافة مديري الإدارات احتياجات المنطقة، وأتشاور مع كل مدير إدارة على حدة حول الأولوية، كما أحرص على زيارة الوزارات المعنية قبل الميزانية بفترة من أجل أن نحقق للمنطقة ما نتمناه.. وعندما تصدر الميزانية ويأتي لكل إدارة ما يخصها تجدنا نترقبها كمن يترقب غائبا عن السفر على أطراف المدينة، ثم نفاجأ بأنه لم يصلنا إلا النزر اليسير، وبالتالي يصاب الإنسان لا أقول بإحباط ولكن بحزن وقد يجد عذرا للمسؤولين، وأنا من الناس الذين لا يحاولون أن يلتمسوا الأعذار ولكن ممن يحاول أن يجد مخرجا حتى للوزير المسؤول.. يعني الوزير المسؤول هو زميل لك في المسؤولية وزميل لك في العمل ولا بد أن تقدر أيضا ما يمر به، وإذا كانت منطقتي تهمني، إلا أن الوزير لديه إدارات تتوزع في 13 منطقة، وبالتالي لا يستطيع أن يرضي منطقة على حساب أخرى. هل أنتم مع أو ضد أن تكون ترسية المشاريع بموافقة أمراء المناطق؟ نعم أنا مع اختيارها قبل ترسيتها، وفي رأيي الشخصي أتمنى أن يحدد لكل أمير منطقة ميزانية منطقته لدى المالية، لتنفيذ الأولويات سواء التخلص من كل المدارس المستأجرة، وإنشاء المراكز الصحية بدلا عن ضخ مشاريع لا تكتمل إلا بعد سنين طويلة الأمد. هل تعتقد أن المنطقة حصلت على النصيب الذي تستحقه من مشاريع؟ والله ما أقول إنها ما حصلت، لا شك أن الدولة حريصة على تنميتها، لكن أعتقد أن المنطقة في حاجة إلى اهتمام أكثر وإلى دعم أكثر من حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين والتي تبذل كل الجهد لنماء الإنسان والمكان، ونحن نطالب وعسى إن شاء الله الوزراء يوافقون. ما مصير شكوى بعض أهل القرى والهجر من غياب الخدمات؟ وهل أنتم راضون عن أداء رؤساء البلديات؟ بصراحة رئيس البلدية لا يستطيع أن يتحرك بدون ميزانية كافية، فأنت عندما تطالب موظف عندك بأن يبذل أقصى ما لديه يجب أن توفر له أقصى ما لديك، وإذا إحنا ما توفر لدينا ما نحتاجه فكيف نطالبه؟.. ولكن نلومه إذا وجدناه قصر وإذا وجدنا مشاريعه متعثرة، وإذا كانت المسألة متعلقة بمشاريع فكيف نلومه على شيء لا يملكه، لا شك أن بعض القرى لم تصلها الخدمات وأنا أعتقد أن هذه المشكلة مشتركة بين الإمارة والوزارات، وكل قرية تحتاج إلى خدمات بلدية أكثر وطرق أفضل، ولكن نحاول أن نبتدئ بالأهم فالمهم. لقاؤكم الأسبوعي بمديري الإدارات والمسؤولين.. إلى ماذا يهدف وما هي أبرز نتائجه؟ وهل للمواطن نصيب من الحضور والمشاركة؟ نحن دائما نعلن للجميع بمواعيد اللقاءات، ولم نحدد أحد عن أحد، نقول للمسؤولين ومديري الإدارات من أراد منكم أن يحضر فليحضر، والموجود الله يحييه سواء من مديري الإدارات أو شيوخ القبائل أو وجهاء المنطقة أو من إخواننا المواطنين، والحقيقة هو مجرد لقاء أسبوعي أحيانا نتناول في كل أسبوع قضية تهم الوطن والمواطن، كمخاطر السيول، وآثار المخدرات على شبابنا، وأحيانا يكون عن أهمية موضوع معين يخص المنطقة، ونفتح النقاش بيننا لعدة ساعات. تنشدون إلى إنجاز المشروعات دون تأخير؟ ما مستوى إنجاز مشروعات المنطقة وما سبب التأخر في بعضها؟ هناك مشاريع مقسمة إلى 3 فئات، مشاريع في مسارها الصحيح، ومشاريع متوسطة السير، ومشاريع رديئة السير، وذلك يعود لعدة عوامل إما أن يكون المقاول غير مقتدر، وهذا تعود أسبابه إلى أنه دائما يؤخذ الأرخص، وليس بالضرورة أن الأرخص هو الأفضل، وبعض المقاولين حتى يحصل على المشروع ينقص في تكلفته حتى يبدأ العمل، ثم يعود ليقول والله أنا دراستي ما كانت مضبوطة والمواد ارتفعت، من أجل أن يرفع قيمة العقد بما يناسب مصلحته وبالتالي يتعثر المشروع.. أو تكون أحيانا الطبيعة الجبلية ف"كلم" واحد تريد أن تشقه بين الجبال يوازي 100 كلم تقوم به في أرض مستوية، مثل الطريق الدائري المفروض أن يكون في الباحة بطول 60 كيلو مترا، وصار لنا 8 سنوات لم ينجز منه حوالي 20 أو 22 كيلو، إذ لا ينجز في السنة أكثر من 5 كيلو مترات، وهذا يعني أنا نحتاج إلى حوالي من 30 سنة إلى 36 سنة حتى ينجز!!. سمو الأمير.. رصدت هيئة الفساد خللا في بعض الجهات.. فأين يكمن الخلل.. وهل ترى بالضرورة تغيير المسؤول عن الإدارة أو المشروع؟ أنا أعتقد مسؤولية إمارة المنطقة أن لا تنتظر تقارير هيئة مكافحة الفساد، فقبل عام زارنا رئيس الهيئة وفي اليوم التالي أعلنت هيئة مكافحة الفساد أنها اكتشفت فسادا بإحدى البلديات، رغم أن المعاملة الخاصة بالمحاسبة والتحقيق والإجراء رفعت من إمارة المنطقة قبل 4 أشهر، وتم الإيضاح لوسائل الإعلام في هذا الشأن ليس للمناكفة، بل ردا على ما يشاع بأن زيارتهم للباحة من أجل اكتشاف القضية، ولكن لا شك هذا لا يعني أننا نستغني عن هيئة مكافحة الفساد، فالرجل المسؤول عنها الحقيقة رجل فاضل ونزيه واجتمعت به وحريص جدا على أداء مهمته بما يرضي الله سبحانه وتعالى، ولكن إذا وجد أمور لا نعرفها، فنحن لا ندعي أننا شمس مشرقة نستطيع أن نلم بكل صغيرة وكبيرة، ورحم الله من أهدى إلي عيوبي، وإذا وجد شيء أبرك ساعة سواء هو أو أي أحد مخلص، ولكن بأدلة وببراهين منعا لاتهام الناس بالباطل. هل أثرت تعديات المواطنين على الأراضي في عرقلة المشاريع الحكومية؟ بالتأكيد، وللأسف نحن نواجه مشكلة أننا إذا أردنا أن نقيم أي مشروع حكومي يأتي إليك من يقول هذه الأماكن لنا بدون إثباتات وبالتالي المشروع يتعرقل، والحقيقة أنا اقترحت على وزارة الداخلية أن توجد آلية للقضاء على مشكلة الأراضي، ووضعنا حلا بسيطا ومميزا إذا تبني فأعتقد أنه ممكن يتعبنا ويسبب لنا مشاكل ولكن في النهاية سوف يريح من يأتي من المسؤولين، ويكمن في تشكيل لجنة مكونة من وزارة الداخلية تمثلها إمارة المنطقة، وأمانة المنطقة تمثل الشؤون البلدية والقروية، وإدارة الشؤون الزراعية تمثل وزارة الزراعة، وممثل عن وزارة المالية، والمحاكم تمثل وزارة العدل ويطلب من كل شخص ادعاءه أو مشاهد تملكه وإثباتاته وتدرسه اللجنة، فمن له حق يحصل عليه، وبذلك نسيطر على المشكلة. من المعروف أن مدن التدريب العسكرية تساهم في إحياء المناطق وتنميتها.. هل من خطة لإنشاء مدينة عسكرية أو قاعدة أو مركز تدريب بالباحة؟ من الطبيعي فخميس مشيط لما وجدت فيها منطقة عسكرية ساهمت في تنمية المنطقة، وأصبحت تتصل مع أبها، وأكيد لها أثر جيد، وكان فيه زيارات لسمو سيدي الأمير سلطان - رحمه الله - متكررة، والمدينة العسكرية لها أكبر أثر في تنمية المنطقة، كما في المنطقة العسكرية بحفر الباطن.. ولا شك إن مناطق التدريب العسكرية تساعد على التنمية والتوسع، وهناك إن شاء الله دراسة لإنشاء منطقة تدريب جبلية تقوم بها وزارة الدفاع على الحدود الشمالية للباحة "شمرخ"، ونتمنى أن ترى النور قريبا، وأن تساعد في نهضة المنطقة. ما هو المشروع الحلم الذي تتمنى تحقيقه لأهالي المنطقة؟ الإنسان لا يعد بما لا يملك، الإنسان دائما لا يعد إلا بما يملك.. أنا أعد إخواني في منطقة الباحة بأن أعمل كل ما أستطيع أن أعمله من أجلهم، إن وفقت فمن الله وإن لم أوفق فهذا قدر الله، ولكن المشروع الحلم يتمثل في إيجاد محطة تحلية خاصة بمنطقة الباحة، وأن يكون للباحة منفذ بحري يساعد من تنميتها. ما استعدادات المنطقة لموسم الصيف.. وما أبرز الفعاليات والبرامج التي ستطلقونها؟ لا شك فإن الأجواء الجميلة والطبيعة من مقومات الحياة في مناطق كالباحةوعسير، وقد تكون عسير أكثر نشاطا بحكم وجود القاعدة العسكرية بخميس مشيط، وكانت عنصرا إيجابيا في تنمية المنطقة وتطويرها، والصيف بالنسبة لنا موسم لا نترقبه لراحة المصطافين فقط، أو ما نقدمه للمصطافين إضافة للمنطقة لما له من مردود اقتصادي أيضا على أصحاب المحلات التجارية والدكاكين.. صناعة العسل اللوز.. المنتجات الزراعية.. الرمان.. الفواكه.. يستفيدون أثناء موسم الصيف، فبالتالي هو بالنسبة لنا فرحة لأنها تعود علينا بالخير في المنطقة، ولكن بكل أمانة لا يمكن أن تدعو مصطافا لكي يصطاف في منطقتك من غير ما تبين له سبل الحياة الممتعة ليستطيع أن يقضي عدة أيام وليست يوما أو يومين.. ونجد كثيرا من المصطافين يأتون وعندما يجلس يومين أو 3 أيام أو 4 أيام يتنزه في المتنزهات حتى مغرب الشمس، وللأسف لا يوجد مكان سياحي يستقطب السياح بعد الساعة 9 مساء.. وبكل أمانة سبل الترفيه ليست من واجبات الدولة، بل من واجبات رجال الأعمال سواء من المنطقة أو حتى أي مواطن سعودي مستثمر. .. ولكن البعض يشتكي من عدم وجود التسهيلات التي تشجع للاستثمار السياحي؟ إذا كانت التسهيلات بيروقراطية، فأنا أعلنت قبل أن أتولى منصبي أني مجرد معقب للإخوان المستثمرين وفوق هذا وذاك عندنا مكتب في الإمارة ووضعنا فيه ممثلا لكل دائرة للمستثمرعلاقة فيها، يعني مكتبا للغرفة التجارية، وآخر لأمانة المنطقة، ومثله لإدارة النقل وكذلك المياه، وكل الأمور التي تخص أي استثمار يحقق الفائدة للمنطقة، وعندما يأتي المستثمر يأتي بمشروعه يقدمه للجهة المختصة لتدرسه حتى تنهي إنجاز المعاملة أو ملف الاستثمار ثم تتصل بالمستثمر لتبلغه بأن معاملتك جاهزة، وهذه رخصتك. ما مدى تفاعل رجال الأعمال مع التسهيلات التي تقدمونها لتنمية الاستثمارات؟ حقيقة أشعر بالإحباط لأني لم أجد معاونة من القطاع الخاص، لأنه كما ذكرت أن المصطاف عندما يأتي يريد الفندق الجميل والمطاعم الراقية، ويريد المولات والأسواق التي يستمتع هو وأولاده فيها ويقضي وقتا للتسوق، وألعاب الأطفال.. حتى عندما يذهب إلى فندقه أو شقته بعد منتصف الليل يكون منهكا، وفي الصباح يبتدئ برنامجه وبدل أن يبقى في المنطقة 3 أيام يبقى أسبوعين وكل ما تواجد المصطاف مدة أكثر كل ما صرف أكثر وكل ما عاد بالنفع أكثر على المنطقة.. وقبل عام تقريبا عملنا منتدى استثماريا وحقيقة كلفنا كثيرا، ووعدنا وعودا لا حصر لها، وللأسف هذه الوعود لم يتحقق منها سوى ثلاثة، ولم تنجز بعد لأنها مجرد معاملات دائرة لأن أصحابها ليس لديهم الجدية اللازمة، ويمكن يكونوا أحرجوا منا، وذكروا النية ثم أخذوا المعاملة وتركوها تدور بشكل روتيني حتى تنطفئ على نار هادئة، أنا أقول بكل أمانة الطمع يضيع المستثمرين، فالمستثمر يريد بدلا من أن يربح 10% أو 12% يريد أن يربح 40%، ويريد أن يعمل فندقا بجدة من 360 ليلة في السنة يستطيع أن يؤجر منه 250 – 300 ليلة في السنة، ولكن في الباحة يعرف أنه سيؤجر من 90 ليلة – 100 ليلة، لكن لو أخذها بحسبة منطقية وجد أن دخل 90 ليلة يغطي مصاريف سنة.. وأتمنى لو يمنح أمراء المناطق ميزانية خاصة يقيمون فيها مشاريع تهم المجتمع، وننتهي من منة وتسويف القطاع الخاص. ما نصيب الباحة من مشروعات الإسكان.. وكيف ستواجهون مشكلة توزيعها بالمناطق الجبلية؟ زارنا وزير الإسكان قبل عدة أشهر وتباحثنا معه، وذكرت له وجهة نظري أنه يجب أن يفرق بين طبيعة الباحة وغيرها من المناطق، واقترحنا أن يكون البناء عموديا ولا يكون أفقيا لأنك لن تستطيع أن تجد 10 آلاف متر أو حتى يمكن 5 آلاف متر مستوية، فاقترحنا أن يكون البناء عموديا وخاصة أن أهل المنطقة لا يمانعون بالبناء العمودي.. والبناء الأفقي يكون في المناطق التي تتوفر فيها أراض، نحن وعدنا خيرا وسلمنا عدة مواقع لوزارة الإسكان لكن لم يبدأ العمل فيها بعد، وقد يكون عندهم أولويات. انتقدتم دراسات إمكانية كفاية مياه السدود وتلبية احتياجات المياه.. فما الحلول التي تقترحونها لاستقرار الوضع المائي؟ الوضع المائي الحالي للمنطقة إلى حد ما مطمئن، والسدود الحمد لله فيها مياه، وننتظر ما يأتينا من الطائف عن طريق محطة الشعيبة التي تبعد 230كلم، في حين البحر لا يبعد عنا إلا حوالي 80 كيلو.. والحقيقة توجد دراسات ومطالبات وهناك لجنة تكرم بها سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - تدرس احتياجات الباحة من المياه، واجتمعت مرتين أو 3 مرات وكان من المفروض أن ترفع توصياتها، إلا أن المحضر لم يوقع من قبل بعض الأعضاء لأسباب تتعلق بجهاتهم الرسمية، ولكن بعد الاتصال بجهاتهم الرسمية وعدنا بأن هناك دراسة إن شاء الله شاملة لكل الساحل التهامي ويعم خيرها منطقة الباحة، لكن حاليا المياه لا أعتقد إن شاء الله أن فيها مشاكل بالنسبة لتأمينها ولن تكون كالسابق، والخوف يزداد من محطة الشعيبة لو زادت الحاجة أو التوسع في كافة منطقة مكةالمكرمة.. وإذا القنفذة وهي محافظة صغيرة تبعد عن جدة 400 كيلو عندها محطتها، فبالتالي الباحة كمنطقة كاملة أولى. أسستم مجلسا للشباب.. ما هي أهداف هذا المجلس؟ وما هي الرسالة التي تودون أن تصل لشباب المنطقة؟ الشباب هم أملنا في المستقبل، ويجب أن نستمع إليهم، وأن تناقش أفكارهم وطموحاتهم، وكل ما يرونه من خير أو فيه خير لمنطقتهم، وأيضا مساعدتهم في التفكير حيال ما يمكن أن يعود عليهم بالنفع في مجال الأعمال.. أنا أعرف أن كل موظف أو كل طالب أو كل خريج همه الأساسي هو الوظيفة وهذا هو الحق المشروع له، ولكن بالتالي لا تأتي بالوظائف التي تكفي عدد الخريجين وهذا شيء منطقي في كل دول العالم، والدولة تستطيع عن طريق الضغط على القطاع الخاص، وألا تكون السعودة وهمية وأن لا تكون مجرد تواقيع على ورق مقابل مبالغ رمزية، ويجب أيضا أن يستفيد الشباب من صناديق الدولة مثل صندوق الموارد، وصندوق المئوية وغيرهما ليتمكنوا من العمل. اقترحتم برنامجا لدمج فرق المنطقة في نادي الباحة، فما أهداف هذا الاقتراح.. وهل تنشد إطلاق قناة تلفزيونية خاصة بالمنطقة؟ تبنيت دمج الأندية لأن مخرجات الأندية الحالية غير جيدة.. لدينا فرق متعددة بالمنطقة، ودمجها يحقق الجدوى والفائدة، وأنا مع أي قرار يخدم أبناء وشباب الباحة لبلوغ منصات التتويج.. أما إنشاء فضائية للمنطقة أو تخصيص منطقة بعينها فأنا ضد هذا الإجراء.. فغالبية الفضائيات المناطقية تدعو إلى "التعصب" الذاتي أو الإقليمي أو المناطقي.. ونحن وطن واحد، ويمكن أن تزاد المحطات ولا يمنع أن يكون هناك محطة خاصة للجنوب تكون حكومية تابعة للتلفزيون السعودي ومهمتها تغطية أخبار وتقارير الباحة ونجران عسير وجازان.