دخلت قضية الممرضات السعوديات في مستشفى حسن العفالق للرعاية الأساسية بالأحساء يومها ال"21" دون حل يذكر، وفيما تصف مديرية الشؤون الصحية بالأحساء ذلك ب"الرفض"، أكدت الممرضات خلال حديثهن إلى "الوطن" أنهن ممتنعات عن كشف عورات الرجال المرضى، ولم يرفضن مزاولة العمل في أمور تمريضية أخرى ك"قياس الضغط" وتقديم العلاج وغيره، كما طلبت منهن إدارة المستشفى، إلا أن هذا الأمر لا يستمر وتعود الإدارة لتجبرهن ب"قسطرة الرجال" التي تتطلب الكشف، مشيرات إلى أن المديرية حاولت تحويل مسار القضية إلى عملية رفض للعمل. وأوضحت إحدى الممرضات أن مدير الشؤون الصحية الدكتور عبدالمحسن الملحم زارهن الأربعاء الماضي برفقة رئيسة التمريض فضة الصفار وحاولا إقناعهن والعودة لمزاولة القسطرة والتحميم للرجال أسوة ببقية الممرضات في مستشفى الملك فهد بالهفوف، وأن 70% من المرضى هنا غير واعين، إلا أنهن امتنعن عن ذلك "حتى لو كان الرجال المرضى ممن رُفِع عنهم القلم". من جانبه، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام والتوعية الصحية والمتحدث الرسمي بصحة الأحساء إبراهيم بن محمد الحجي ل"الوطن" أنه إلحاقاً لما تم بيانه بخصوص ما تم نشره وتداولته عن "رفض" مجموعة من ممرضات مستشفى الشيخ حسن العفالق للرعاية الأساسية بالأحساء مباشرتهن لواجبات العمل التمريضي وعزوفهن عن ذلك لأسباب متعددة، فنوضح أن مدير الشؤون الصحية بمحافظة الأحساء الدكتور عبدالمحسن الملحم أكد على الإدارات المعنية ضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية وتحديداً التمريضية منها للمرضى المستفيدين من هذه الخدمات في المستشفى نفسه، وتم التوجيه بتوفير كوادر مساندة لتحقيق هذا الأمر، حتى يتم ما يلزم حيال "رفض" الممرضات القيام بواجباتهن، علماً بأن الخدمة المقدمة للمرضى لم تتأثر أو تنقطع، وتم التدخل السريع لمنع حدوث ذلك. وأضاف أن غالبية المرضى المنومين ومتلقي الخدمات الصحية بالمستشفى المشار إليه آنفاً هم من فئة كبار السن، والمصابين بأمراض تحد من قدرتهم على الإدراك والحركة وتعجزهم عن القيام برعاية أنفسهم لاحتياجاتهم الأساسية.بين الحجي أن رسالة المستشفى الأساسية والظاهرة في مسماه هي تقديم الرعاية الأساسية، وكون هذا النوع من الرعاية داخل ضمن الخدمات التمريضية، فلا بد من تأديته حرصاً على تقديم رعاية شاملة ومتكاملة للمرضى، ولكي لا تتدهور أوضاعهم الصحية أو يطرأ عليها مزيد من العلل والمضاعفات الناتجة عن قصور تقديم الرعاية الأساسية، وأنه تم من خلال الجهات المعنية والمختصة التعامل مع الممرضات "الرافضات" لتأدية واجباتهن الوظيفية "بمقتضى الوصف الوظيفي" بما يتوافق مع الأنظمة والتعليمات المعتمدة من قبل أجهزة الدولة المنظمة لذلك، وتؤكد المديرية التزامها التام بشعار وزارة الصحة "المريض أولاً" واعتبار ذلك من أهم قيمها، مع التزامها التام بالقيم الأخرى من مراعاة النظام وحفظ حقوق الموظفين والتزامهم بأداء واجباتهم. وكان نحو15 ممرضة سعودية رفضن "قسطرة الرجال"، وتوقفن عن مباشرة عملهن في مستشفى حسن العفالق للرعاية الأولية بمدينة المبرز منذ 20 يوما، احتجاجاً على معاناتهن اليومية من خلال تمريضهن للرجال، في ظل عدم وجود ممرضين رجال في المستشفى ليؤدوا نفس المهام.