"أقفل الكتاب ونام بدري.. يأتيك النجاح من حيث لا تدري".. "تدري وش يعني امتحان؟: يعني انهيار، يعني شيء ما تحبه بس صار.. يعني قلق.. يعني ما فيه غياب يعني شيء من العذاب يعني حياتك بين همك والكتاب". كانت تلك الفقرات عبارة عن "برود كاست" ورسائل "واتس أب" عن الامتحانات والتي قد يجد فيها بعض الطلاب متنفسا لهم في هذه الفترة، فيما انتشرت مؤخرا الطرائف والنكت التي يطلقها الطلبة عبر الواتس اب وغيرها من مواقع التواصل، وتساءل بعض "هل تلك البرودكاست، والطرائف، والتعليقات من باب التنفيس للطلبة في هذه الفترة؟ أم إنها هروب لدى بعض من المذاكرة؟ وما هو رأي أهل الاختصاص في مثل تلك الطرائف التي يتداولها الطلبة في هذه الفترة؟ تقول الطالبة في الصف الثاني الثانوي الأدبي خلود الشمري إن نبرة كثير من الطلاب في الطرائف التي تطلق حول الاختبارات في مثل هذه الأوقات اختلفت، فمنهم من أضحى حديثه أكثر إثارة بالمواقف وأثرى بالتفاصيل وإن كان عمرها أكثر من سنوات إلا أنها تأتي موصولة بالذي يُرى حالياً في قاعات الاختبار، ومنها الطرائف التي تتعلق بتعامل الطالب مع ورقة الأسئلة، أو طريقة جلوسه في الاختبار ومنها ما يتعلق بصعوبة الأسئلة وكثير من تلك الطرائف تدور حول المراقبين في اللجان. ويقول سلطان الرويلي الطالب في المرحلة الثانوية إنه عندما يسنح له الوقت لدخول الواتس آب يجد له ميزة أخرى في فترة الاختبارات لاسيما تلك الطرائف والصور التي تتعلق بهذه الفترة، وأنه يجد منها كثيرا يتوافق مع حالة الطلبة في هذه الفترة لاسيما أوقات المذاكرة المتواصلة وعن أطرف ما قرأ بخصوص الاختبارات وتابع "طالب كسول يذاكر بجانب الإشارة، وعندما سألته لماذا تدرس في هذا المكان؟ قال: اللبيب ب الإشارة يفهم". وعن السبب في إطلاق تلك الطرائف في مثل هذه الفترة، خاصة وأنها تمثل فترة حرجة في حياة الطلبة، قال الرويلي إن الحياة تتطلب التعامل معها من الجانبين الجدي والمرح، وتابع: لا أعتقد أن مثل تلك الطرائف ستؤثر على الطالب المجد والمجتهد، بل يقرأها من باب الترويح عن النفس لا غير. الطالبة الجامعية جواهر الجابر تقول إنها توافق على تبادل النكات بواسطة الرسائل الهاتفية والتي يكون القصد منها الترفيه عن النفس خاصة النكت التي يتبادلها أو يطلقها الطلبة في هذه الفترة، إلا أن الطالبة الجامعية ليال العنزي عارضتها في الرأي وقالت إنها ضد ظاهرة تبادل الأخبار أو الطرائف، عبر الرسائل الهاتفية، فقد أدت هذه الظاهرة، إلى ظهور أناس برعوا في فن النكتة وابتكارها، بصورة تتناسب مع الحدث ولكنها لا تتحفظ على بعض الطرائف التي يطلقها بعض الطلبة على المراقبين على اللجان، والأخرى التي تطلق على المعلم وصعوبة الأسئلة. وتقول اختصاصية علم النفس هلالة المعبهل إن بعض الطلاب يلجأون إلى إطلاق بعض الطرائف التي تتعلق بالموقف أو الحدث بغرض الترويح عن النفس لاسيما في فترة الاختبار، وبينت أن عالم التقنية الحديثة لاسيما قنوات التواصل المتعددة التي توفرها لهم التكنولوجيا من خلال الهواتف الذكية، حررت كثيرا من المكبوتات النفسية، خصوصاً فيما يتعلق برهبة الاختبار "فبدل من أن تختزل في ذاكرة الطلاب أصبحوا يترجمون ذلك الخوف عبر الصور الكاريكاتيرية وبعض الطرائف". وحذرت المعبهل الطلبة من هذا الهوس التكنولوجي الذي قد يشكل خطرا على أوقات المذاكر خاصة في مثل هذه الأوقات التي تعتبر ثمينة لدى الطلبة الحريصين على التحصيل الدراسي وأنهت حديثها قائلة: على الفرد أن يستوعب مخاطر "الهوس التكنولوجي"، فإذا لم يعها فإن هذا الهوس المحموم سيقضي على أثمن الأوقات.