كشف رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي أن روسيا أمدت سورية بصواريخ كروز مضادة للسفن ومزودة بنظام راداري متطور. وقال "قرار إتمام الصفقة هو على الأقل قرار سيئ سيزيد من جرأة النظام السوري ويطيل من أمد معاناة الشعب. لقد اختاروا توقيتا سيئا". وجاءت تصريحات ديمبسي في توقيت تردد خلاله أن واشنطن أقرت خططا لاتخاذ خطوات عملية لدعم الثوار في حالة فشل مؤتمر السلام المقترح بافتراض أن مسؤولية الفشل تقع على كاهل نظام بشار الأسد. ومن المتوقع أن تجعل الصواريخ الروسية الجديدة التي حصلت عليها دمشق من أي خطوة من هذا النوع أكثر تعقيدا. وكان عدد من المعلقين الأميركيين قد أشاروا إلى أن الاتفاق على عقد المؤتمر المشار إليه ربما الشهر المقبل "سيجعل من الأسابيع الحالية أسابيع سباق مفتوح من الجانبين لتعزيز أوراق الضغط بهدف التأثير على مسار ونتائج المؤتمر في حال انعقاده". وكانت موسكو قد أرسلت عددا إضافيا من قطعها البحرية العسكرية إلى شرق المتوسط خلال الآونة الأخيرة. وقال عسكريون أميركيون إن الخطوة تأتي لتأكيد التزام موسكو بدعم الأسد وردعا لأي خطوة عملية لتقديم الدعم الدولي للمعارضة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "الخطوة في تقديري لها طابع استعراضي. إنها رسالة مفتوحة أكثر منها ردعا عسكريا. فالقوات الروسية الموجودة في شرق المتوسط لا تشكل عنصرا عسكريا يستطيع تغيير الأمور". ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن الموقف في شرق المتوسط يمثل "اختبارا عمليا لقدرة العلاقات الأميركية – الروسية الجديدة على مواجهة مثل هذه الانعطافات المفاجئة". وكانت روسيا قد تراجعت عن إمداد دمشق بصواريخ إس – 300 المتطورة والمضادة للطائرات بعد تدخل مكثف من واشنطن. ومن المحتمل أن تكون صفقة صواريخ كروز التي أنجزت بالفعل تعويضا عن صواريخ إس – 300 التي ألغي تسليمها من قبل المسؤولين الروس. وقال السيناتور بوب كروكر عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تنيسي إن الصفقة الروسية "مخيبة للآمال وهي في تقديري تعد انتكاسة للجهود الدبلوماسية التي تبذل لحل الأزمة سياسيا. علينا أن نسأل الروس عن السبب الذي جعلهم يقدمون هذا السلاح المتطور للأسد خلال الإعداد لمؤتمر للسلام برعاية روسية – أميركية".