أكد الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن ريتشارد بايلي وايندر يعد أحد المؤرخين الذين تحدثوا عن تاريخ الدولة السعودية الحديثة وسد فراغا في تاريخ الدولة السعودية الثانية وأن الدارة تجمع حاليا كل ما كتبه وايندر بمساعدة أسرته ونشرها في إصدار خاص وتقديمها كمصدر عن تاريخ المملكة للباحثين. جاء ذلك في كلمته في اللقاء التعريفي الذي عقدته دارة الملك عبدالعزيز بكتاب وايندر الذي ترجمته الدارة للعربية، وبين السماري أن "وايندر" كتب عددا من المقالات التاريخية في مجلة الأبحاث الأميركية، مشيراً إلى أنه كان يعتزم تأليف كتاب عن الدولة السعودية الحديثة. وبين السماري أن الدارة تعتزم جمع تلك المقالات بمساعدة أسرة الكاتب ونشرها في إصدار خاص، بعد تصحيح ما ورد من أخطاء منهجية في ترجمتين سابقتين للكتاب، وأضاف السماري أن الكتاب لم يكن ليظهر للمكتبة العربية بهذا الشكل الدقيق لولا دعم رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز واهتمامه بتاريخ الدولة السعودية بصورة شمولية ومتكاملة منذ نشأتها في عهدها الأول منذ أكثر من 3 قرون. وقال السماري: إن الكتاب يضيف مرجعاً جديداً في تاريخ الدولة السعودية الثانية، ولم يقتصر على الجانب العسكري والسياسي، بل تطرق إلى جوانب اجتماعية وثقافية في الدولة السعودية الثانية، مما يعطي الفرصة لقراءة هادئة ومتزنة وبجلاء وعمق لهذا التاريخ. من جهته قال أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود الدكتور عويضة الجهني في قراءته لمكونات الكتاب إن المؤلف تميز بالجمع بين المصادر المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى تطرقه للحياة اليومية، وهذا ما ميّزه عن كثير من كتب المؤلفين المستشرقين الذين اهتموا بالحروب والجانب السياسي، واستعرض الجهني عدداً من الملاحظات حول منهج وايندر في تأليف الكتاب وأسلوبه، وأهمها أنه لم يكتف بأحداث وأخبار الدولة السعودية الثانية، بل تطرق لأحداث المناطق المجاورة، مثل البحرين وسلطنة عمان والحجاز وعسير وغيرها، مما يؤكد النظرة المنهجية المتكاملة للحدث التاريخي لدى المؤلف، كما أنه اهتم بالمصادر التاريخية الرسمية، مثل الحوليات العثمانية والمصادر المحلية الرسمية عن تلك الفترة التاريخية بعد استقرار الدولة السعودية الحديثة. من جهته قدم السيد فيليب وايندر شكره وتقديره للدارة والحضور على الحفاوة الكبيرة والكريمة بالكتاب، مؤكداً أن والده ألّفه بعد عام واحد من زيارته للمملكة العربية السعودية عام 1948م، وأن من أسباب تأليفه لهذا الكتاب حبه للمملكة العربية السعودية والعلاقة المتميزة مع قادتها.